إنَّ العالَم الإسلامي في في جميع مراحله والعصور التي شهد أنواعًا كثيرة من والترتيبات والتخطيط، وهذا ماعمل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم واشتمل التخطيط الحديثة من حيث الإعداد التنسيق والتنفيذ في المجال الاداري الإسلامي ، التخطيط يَختلف كثيرًا عن التخطيط المعاصر إلاَّ في نواحي قليلة؛مثل وضع و حجم الخطة، والوسائل والأدوات والترتيبات وطريقة التنفيذ ، التخطيط الاسلامي تميز في وضع الترتيبات الإستراتيجية المستقبلية و المبادئ والسياسات العامة والتشريعات القانونية .

والتخطيط ينبغي أن يهدف الامن والامان وكيفية المحافظة على المجتمع الإسلامي الالتزام بقواعد الله سبحانه وتعالى ،كما يقول الحق {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}

وان التخطيط في السنة النبوية هو امتداد للتخطيط في القرآن الكريم، ومُستمد منه، وقد اشتملت السنةُ النبوية على عددٍ كبير من صُور التخطيط القائمة على مَبدأ التوكُّل والاعتماد على الله - سبحانه وتعالى والأخذ بالأسباب بعد ذلك. والتخطيط في الإدارة الإسلامية هو أساس تحقيق المجتمع الإسلامي، الذي يقوم على النمو والتنمية والعزة والكرامة، وليس العوز والفاقة، وعليه تصبح المنظمة الإدارية في الإسلام أداة تلبية وانتفاع، ونفع متبادل للمسلمين وعون لهم لإيجاد المجتمع القادر على إشباع حاجاته، وتوفير الأمن والكفاية للأفراد، ومن ثم فالتخطيط في الفكر الإداري الإسلامي، يضع نظاما متكاملا تشمله الخطة، التي في إطارها تنتظم كافة الجهود، وتتوالى في إطار تراكمي يتم الوصول منه إلى نتائج إيجابية، كما يتجه التخطيط في الفكر الإداري الإسلامي، إلى عمارة الأرض وعمارة الكون .

عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في التخطيط الاداري منذ بداية فترة نبوته وحتى نهايتها وتقسم الُخطط إلى:

التخطيط للدعوة: .ومن أهم الترتيبات (الُخطط) التي أعدها الرسول هي الدعوة الى الدين الحنيف سراً ودعوة المقربين من لرسول الله وعشيرته واستخدام الموعظة الحسنة والرفق والهدوء تنفيذاً لامر الله ومحاولة الاعتداء وكذالك الجهر بالدعوة والاعلان عنها استجابة لامر الله .

التخطيط للهجرة: هي حدث تاريخي وذكرى ذات مكانة عند المسلمين، ويقصد بها هجرة النبي محمد وأصحابه من مكة إلى يثرب والتي سُميت بعد ذلك بالمدينة المنورة؛ بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى وعذاب من زعماء قريش، خاصة بعد وفاة أبي طالب، وكانت في عام 14 للبعثة، الموافق لـ 622م، واتُّخِذَت الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجري، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب بعد استشارته بقية الصحابة في زمن خلافته،واستمرت هجرة من يدخل في الإسلام إلى المدينة المنورة، حيث كانت الهجرة إلى المدينة واجبة على المسلمين، ونزلت الكثير من الآيات تحث المسلمين على الهجرة، حتى فتح مكة عام 8 هـ.

تضمنت التخطيط للهجرة الى مراحلة وهي 1-مرحلة الهجرة الاولى إلى الحبشة: وهي في السنة الُخامسة للهجرة( 12 رجل و 4 نسوة بينهم عثمان وزوجته راقية بنت الرسول2- مرحلة الهجرة الثانية إلى الحبشة: في نفس السنة( 83 رجل و9 نساء في مقدمتهم جعفر بن أبي طالب) وكان الهدف منها هو تأليب الرأي العام العالمي ضد كفار قريش وكسب أكبرقدر ممكن من تعاطف الامم لقضية المسلمين. 3- مرحلة الهجرة إلى المدينة المنورة: إنتج عنها استراتيجيتان أساسيتان هما: (أ‌)بيعة العقبة الاولى: سميت (بيعة التوحيد) والتي بايع فيها 12 رجلا لرسول، وتم ارسال مصعب بن عمير معهم ليعلمهم القرآن ويشرح لهم الدين الاسلامي على أن يؤمنوا بالله وحده وبنبوته وأن يحللوا الحلال واليحرموا الحرام بين اقومهم إذا رجعوا إليهم. ب‌) بيعة العقبة الثانية: سميت (بيعة السياسة) التي بايع فيها بضع وسبعون رجل الرسول بمؤازرته ومناصرته والقتال دونه. وبعدها خرج الرسول للمدينة بأمر من الله.

ومن أهم الترتيبات (الُخطط) التي أعدها الرسول وقال بتنفيذها من أجل الوصول إلى المدينة التي: 1- تدبير الاحتياجات الاساسية للهجرة مثل الماء ووسائل النقل ومؤونة الطريق والاعوان2- السماح لابو بكر بمرافقته 3- اتباع سير مُخالف لما هو متواقع من الاعداء4- لجأ إلى غار حراء للراحة وحماية نفسه وصاحبه وبقاءه( 3) أيام فيه5- خصص عبد الله بن أبي بكر لنقل أخبار قريش6- خصص أسماء بنت أبي بكر لاحضار الطعام7- كلف عامر بن فهيرة لطمس آثار المسير.8- المكوث في قباء( 4) أيام ومن ثم الوصول للمدينة.

ومن ثم يجب لنجاح التخطيط في الفكر الإداري الإسلامي، وضوح وتحديد الهدف مع صدق النية، لأن ذلك يساعد على توحيد الجهود، وعلى منع التضارب والازدواج، والتعارض بين الأفراد وأجزاء المنظمة الواحدة.