مدرسة السلط الثانوية "أم المدارس الأردنية"
أ.د. مصطفى محمد عيروط
19-07-2023 11:54 AM
قبل أيام كنت في السلط "التاريخ والكرامة والشهامة والاخلاص " وأعاد شريط الذكريات "الشاعر الوطني سليمان المشيني شاعر المجد والتاريخ والعشق للاردن و الذي عملت معه في إذاعة المملكة الاردنية الهاشمية عندما كان مدير للبرامج ومديرا لمحطة الاذاعة بعد الدمج مع التلفزيون عام ١٩٨٥ "الذي مرارا ما كان يدعونا إلى منزلهم القريب من المدرسة والمتربعة على "تل الجادور " المطل على وادي السلط ويأخذنا "يلا على وادي السط" والى السلط القديمة وقصائده الوطنية والاغاني الوطنية التي لا زالت وستبقى نموذجا يحتذى به وتجسد روح الوطنية والولاء والانتماء للوطن والقيادة الهاشمية.
وكثيرا ما كنا نتابع عبر إذاعة المملكة الاردنية الهاشمية والتلفزيون الأردني نشاطات وتاريخ مدرسة السلط الثانوية والتي أصبحت بهذا الاسم عام ١٩٣٨ وكانت تسمى كما هو موثق لمن يعود له مرورا باسم المدرسة السلطانية ثم مدرسة السلط الاميرية ،مدرسة السلط التجهيزية، مدرسة الحربي، المدرسة الحزبية ،مدرسة التل، ومدرسة السط الثانوية "ام المدارس الاردنية" شاهد على التطور المذهل في التعليم في المملكة الاردنية الهاشمية والذي يصل فيه عدد المدارس اليوم إلى اكثر من ٧٠٠٠ مدرسة حكومية وخاصة يدرس فيها يوميا ما يزيد عن مليون و٨٠٠ الف طالب وطالبة وانخفاض أمية القراءة والكتابة إلى ١% .
مدرسة السلط الثانوية "شاهد على قصة نجاح وانجازات الدولة الاردنية" وقصة كفاح في البناء والتطوير بتلاحم قل نظيره بين القيادة الهاشمية والشعب فقد أنشأت مدرسة السلط عام ١٩١٨ وابتدأ التدريس فيها عام ١٩١٩ وبوشر في بناء طابق أرضي عام ١٩٢١ واكتمل عام ١٩٢٣ وافتتحها جلالة الملك المؤسس المغفور له عبدالله الأول -رحمه الله- في ٢٨ /١٢ /١٩٢٣ أي بعد أشهر سنحتفل بمرور مائة عام على افتتاح جلالة المغفور له عبدالله الأول -رحمه الله- المؤسس لمدرسة السلط الثانوية كشاهد على التطور والبناء في الدولة الاردنية الراسخة التي بدأت فيها المئوية الثانية من عمر الدولة المتجذرة بمستقبل وتفاؤل مشرق وبناء وانجازات وتحديث بقيادة جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني صمام الأمان للوطن وأمنه واستقراره ونمائه وسمو ولي العهد الأمير الحسين الامين .
مدرسة السلط الثانوية التي تحظى برعاية قيادتنا الهاشمية التاريخية فقد قال عنها جلالة المغفور له الملك الباني الحسين رحمه الله "فلست اعرف ولا مؤسسه في بلدنا ارتبط تاريخها بتاريخ الوطن واتصل استمرارها ببناء الدولة وتطورها وأثر وجودها في نمو الاردن ورقيه كمدرسة السلط العريقة" .
ومدرسة السلط الثانوية كما هي السلط والمملكة الأردنية الهاشمية مع الأمة العربية وفلسطين والقدس فكانت تجمع ولا زالت تجمع وستبقى تجمع، فالمتابع والمدقق لمعلمي مدرسة السلط الثانوية ومدرائها تجد منهم من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق والذي يزور السلط مثلي دائما وعلى علاقة وطيده مع أهلها الأحبة فطرازها المعماري كما هي مدرسة السلط الثانوية من طراز العمارة العربية الاسلامية وباللون الأصفر ويتشابه مع مباني شقيقتها التوأم نابلس فالتمازج التجاري والسكاني بين نابلس والسلط واحد مدرسة السلط الثانوية "ام المدارس الاردنية" لا توجد مدرسة أثرت مثلها في ان يكون من خريجيها رؤساء حكومات ووزراء وقادة عسكريين وامنيين ومسؤولين في القطاعين العام والخاص ومن يقرأ ويتابع يجد ذلك التاريخ ووثائقها معتنى بها للأجيال القادمة ولمئات السنين
فما أجمل من زيارة مدرسة السلط الثانوية والسلط فعبق التاريخ فيها ومنها وعمق الإخلاص والرجولة والشهامة والولاء والانتماء للوطن والقيادة الهاشمية التاريخية فيها ومنها .
وكنت اتحدث قبل أيام مع اقتصادي ناجح عن السلط كمدينة وبلدية ناجحة ومن يزورها يشعر في الاهتمام والمتابعة والعمل من أجلها مما يشجع الجميع على زيارتها والإقامة فيها او السياحة اليها، ولعل تجربة بلدية السلط ورئيسها النشيط ان تكون حالة كما رأيت وشاهدت يبنى عليها لدى بلديات المملكة الاردنية الهاشمية .
فمن مدرسة السلط الثانوية اقترح ان يكون برنامج مدعوم حكوميا وللجميع "اعرف وطنك" وخاصة لفئة شباب المدارس والجامعات، فتعزيز الولاء والانتماء للوطن والقيادة الهاشمية التاريخية عبر برنامج "اعرف وطنك" أيضا بالغاء التدريس عن بعد في الجامعات لمواد التربية الوطنية والعلوم العسكرية والثقافة الاسلامية والتربية الاعلامية ومدخل الى اللغة العربية ومدخل للتربية وبعض مواد القانون التي تدرس عن بعد وتعزيز دور الاذاعة المدرسية الصباحية .
فمدرسة السلط الثانوية "أم المدارس الاردنية"قصة انجازات ونجاح وشاهد على البناء، والتطوير في الاردن اردن الشدة والعزة والكرامة،
حمى الله الوطن والشعب والجيش العربي المصطفوي والاجهزة الأمنية بقيادة جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني المعظم وسمو ولي العهد الأمير الحسين الامين.