مع اقتراب موعد يوم الجمعه الرابع عشر من كانون الثاني بدأ ناقوس الخطر يدق في ارجاء الوطن ما بين صيحات جدية تنادي باقامة المسيرات والتظاهر بكافة اشكاله لدفع الحكومة نحو الاستقالة وحل مجلس النواب الذي ظهر بشكل مغاير لهموم وطموحات الوطن والمواطن ، حتى ان المواطن اصبح محتاراً ما بين تلك المناداه والهم الوطني وآهات القهر والحنق والظروف الصعبه التي يعيشها في حياته اليومية .

إن الظروف التي مر بها الاقتصاد العالمي والازمات المالية وما رافق ذلك من ارتفاع باسعار المشتقات النفطية والتذبذب المستمر بها ،كل ذلك ساهم في قيام الحكومة بفرض مجموعة من القرارات لمعالجة الاخفاقات المالية الناتجة عن تراكمات لديون سابقة وما زالت قائمة الى الآن دون اية حلول اقتصادية ملموسة تخفف اعباء المديونية الا من خلال جيوب المواطن وذلك بواسطة فرض كثير من الضرائب والموجهة الى شرائج المجتمع بدلاً من التوجه نحو القطاعات الاقتصادية الاخرى حتى اصبحنا نتوقع فرض ضرائب جديدة على التنزه بالحدائق العامة والسير على الطرقات والذهاب الى الاسواق وكذلك اقامة الافراح والاتراح وغيرها .

فما ذنب المواطن ان يكون مهتماً بالاشراف على امتحانات ابناءه في الثانوية العامه او الجامعه او المدرسة او ان يجلس متمسمراً على احد المواقع الالكترونية ليتابع اخر اخبار المسيرات التي سوف تنطلق يوم الجمعه ، فهو غير مسؤول عن سياسات حكومية متعاقبة، توسعت في الانفاق وخصخصت مشاريع، وباعت أراض بغير حساب ليوم أسود أو أزمة مالية أو نقص في السيولة، دون أي درجة من الشفافية بمصير هذه الأموال التي عصفت بالموازنة وارتقت بالدين العام إلى مستويات خطيرة تجاوزت أو اقتربت من 60% من الناتج المحلي الاجمالي وبما يشكل مخالفة صريحة لقانون الدين العام، تلقى المواطن عدة صفعات لتقوم بعد ذلك الحكومة وحرصاً منها على الطبقة الفقيرة وتوسعة الطبقة المتوسطة بإعلانها جملة إجراءات ترأف بالمواطن المسكين.

نتمنى على الحكومة ان لا تعمل على ترحيل الملفات وتعمل على ايجاد معالجات تخديرية مؤقته تساهم في تأزيم المواقف بدلاً من المعالجة الجذرية لاسباب التشنج ووضع الحلول المناسبة لحالة التوتر التي يعيشها المواطن الاردني ورفع عنه حالة القهر وان تكون قريبة منه تتحاور معه بلغة الحوار السليم بدلاً من استخدام هروات قوات الدرك وان لاتزج ابناء الوطن في مواجهة مباشرة معهم .

ولذا وحتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه ولسلامة الوطن والمواطن ورحمة بالاردن وحفاظاً على سمعته ومكتسباته العالمية والوطنية وخوفاً على ابناءه من القيام باي نوع من اشكال العنف والتظاهر غير السلمي وحماية للممتلكات العامه والخاصة ولأرواحهم ان لا يتم التعامل مع اية مسيرة ان حدثت باي تشنج وان لا نترك اي مجال لذوي النفوس المريضة في استثمار هذه المسيرات للاساءة للوطن وان نستخدم لغة العقل في التعامل معها وذلك احتراماً للاردن الذي يستحق من كل خير .

bsakarneh@yahoo.com