الحياري: ما زال أمامنا الكثير من العمل المؤسسي المنهجي
16-07-2023 11:49 AM
- تعزيز الثقافة الحزبية بالاستفادة من الثورة الرقمية
- الشباب لن يقتنعوا بنظريات لا تساهم في تحسين واقعهم المعيشي
- ضرورة تضافر الجهود لبناء معتقد يُحفز للانخراط في الحياة الحزبية
عمون - لا شك أن الممارسات الديمقراطية في جميع نواحي الانتخابات، وتحديدا الانتخابات البرلمانية والبلدية، تتطلب مزيداً من تعزيز وتحسين «الثقافة الحزبية» لدى المجتمع، وذلك لدعم مسار التحديث السياسي والذي يشكل فيه العمل الحزبي حجر الزاوية.
تستعرض (الرأي) في سلسلة لقاءاتها مع الأحزاب السياسية لتسليط الضوء على -الثقافة الحزبية- من خلال طرح العديد من الأسئلة المتنوعة بهذا الشأن، ولقاء اليوم، مع الدكتورة روان الحياري، الأمين العام المساعد للثقافة الحزبية و الوطنية، في حزب الميثاق الوطني.
حيث اكدت الحياري، أن دور الأحزاب في الثقافة الحزبية، هام جداً ولا يقتصر على تثقيف وتدريب وإعداد وتعبئة الكوادر الحزبية وحسب، بل يمتد ليكون جزء من مسؤوليتها السياسية المجتمعية، لتعزيز الوعي السياسي، والايمان بأهمية المشاركة السياسية في صنع القرارات في إطار ديمقراطي.
في «الميثاق الوطني» أطلقنا أكاديمية -الميثاق السياسية-، وستكون منارة ورافعة وطنية هامة من خلال إعداد قيادات سياسية وحزبية محنكة، وتأهيل وتطوير القيادات الحزبية والسياسية الشبابية، ومن كافة شرائح المجتمع ضمن كوادر الحزب وستكون متاحة لكافة ابناء المجتمع ممن يرغبون بتطوير معارفهم السياسية، سواء بما يخص الأساس العلمي و المعرفي و المهاراتي اوانشطة الاستقطاب والتدريب والمناظرات الحزبية.
وقالت الحياري، المجتمع الأردني مجتمع متعلم ومثقف ولديه حب الاطلاع والمتابعة السياسية، في اطار الثقافة الحزبية فنحن بحاجة إلى مزيد من الجهود المتضافرة لبناء معتقد يحفز على الانخراط في الحياة الحزبية، في ظل بيئة تشريعية داعمة وصديقة للتطور الحزبي، والمتمثلة بمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وهي قانوني الانتخاب والأحزاب والتعديلات الدستورية الاخيرة، وفوق ذلك ضمانة جلالة الملك، للمضي قدما في التحديث السياسي، كجزء من مشروع التحديث الوطني للأردن في مئويته الثانية.
وذهبت الحياري إلى أن العمل لتجذير الثقافة الحزبية والمشاركة الشعبية السياسية المتمثلة بدأ بتحويل المعتقدات السلبية تجاه الممارسات الحزبية، وترسيخ مفهوم خدمة الصالح العام والمصلحة الوطنية العليا، بعمل جميع القوى السياسية على الساحة الوطنية، باختلاف اطيافها، وان تعزيز معرفة المواطن بحقوقه وواجباته السياسية، من خلال تزويده بالمعارف والادوات اللازمة لذلك ستسهم في تعزيز ادراكه للواقع السياسي، وبلورة اتجاه السياسي ليتمكن من أن يكون لبنة في بناء منظومة سياسية ديموقراطية حداثية
وتعتبر أن الاعلام شريك اساسي كما والمؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات، من خلال ادراج مواد منهجية تبني الثقافة السياسية منذ الصفوف الاولى لتسهم في تعزيز الوعي والمدركات السياسية, قد يكون العامل الاقتصادي والتمويل احد التحديات في هذا الاطار ولكن الادارة الحصيفة ستتجاوز ذلك بالتأكيد.
وتابعت «أن الثقافة السياسية لا تنحصرعلى المواضيع المتعلقة بالعلوم الحزبية أو السياسية، بل انها معنية بمستويات بنائية تعزز بالمجمل المشاركة السياسية، فمن غير المنطقي ان لا تراوح نسبة مشاركة المواطنين في الانتخابات البرلمانية و البلدية عن الـ 30% وهذا يتطلب مننا جميعا جهد وطني تشاركي لتشخيص الاسباب وضع الحلول».
وردا على سؤال حول الثقافة الحزبية في الأردن وهل ما زالت متواضعة؟ خاصة بين الشباب والمرأة؟ قالت:"لا زال امامنا الكثير من العمل المؤسسي المنهجي بتظافر الجهود بين الاحزاب السياسية والهيئات الرسمية والحكومية والمؤسسات الاعلامية والتعليمية، لترسيخ اهمية المشاركة السياسية الفاعلة، في عملية صنع وتوجيه القرارات والسياسات الحكومية بما يخدم الصالح العام من خلال الاحزاب السياسية البرامجية التي تمتلك الادوات والاساليب السياسية الديمقراطية لتحقيق ذلك وتبديد معتقد السلبية او التردد في احداث اثر حقيقي».
برامج الأحزاب الواقعية تساعد في نشر الثقافة الحزبية
وشددت الحياري أن برامج الأحزاب الواقعية، هي التي تساعد في نشر الثقافة الحزبية في المجتمع » لا يوجد أصدق من البرهان بالفعل والنتائج، ستكون الانتخابات القادمة مرحلة هامة في تطور السلوك الانتخابي، والنضوج الحزبي والسياسي حيث ستتقدم الاحزاب السياسية ببرامجها الانتخابية التي يجب أن تكون بنيت من وحي التحديات والهموم الوطنية وبمشاركة القواعد الحزبية، والشعبية وأهل الاختصاص وتكون أولوياته واضحة، فعلى سبيل المثال فان التحديات الاقتصادية وما يرتبط بها من مشكلتي الفقر والبطالة، وخاصه في صفوف الشباب لتعطي حلولا واقعية ومرتبطة بخطة عمل ضمن جداول زمنية محددة و لها مؤشرات اداء قابلة للقياس، وتخضع للمسائلة الشعبية كما للحزبية حول مدى الالتزام بالتأثير في السياسات والقرارات الحكومية وصولا الى الحكومات الحزبية لتطبيق برنامجها قريبا باذن الله».
ولتعزيز الثقافة الحزبية بين الشباب والمرأة، أشارت الحياري إلى أن جميع الانشطة والاساليب والادوات المتاحة والتي تلامس روح العصر والتجديد بالاستفادة من الثورة الرقمية و السوشال ميديا وكذلك من خلال الانشطة السياسية اللامنهجية مثل المعسكرات الحزبية، الحقائب التدريبية السياسية التفاعلية وغيرها بحيث تتضمن مستويات متعددة تفي بالاحتياجات و الطموحات السياسية لجميع فئات المجتمع.
وختمت الحياري، أن الأداء العملي للاحزاب السياسية على الارض مهم جدا في هذا الاطار(المثال بالممارسة) حيث ان الشباب لن يقتنعو بنظريات لا تساهم في تحسين واقعهم المعيشي او لا تعطي لهم دور قيادي حقيقي ضمن الهياكل السياسية.
كذلك المرأة فهي تبحث عن حاضر ومستقبل افضل لها و لابنائها و الذي يمكنها ويدعمها للقيام بدور فاعل في المشاركة السياسية بما يضمن تكافؤ الفرص على أساس النزاهة والعدل والانصاف وحمايتها من اية مظاهر للعنف أو التمييز.
الرأي-راشد الرواشدة