كلمات دولة الرئيس في جامعة مؤتة بين الواقع والخيال
نيڨين العياصرة
16-07-2023 09:11 AM
بدأ رئيس الوزراء لقاءه الحواري الثاني الذي أقيم في جامعة مؤته بتشبيه الشباب بحجر الرّحى، وحجر الرّحى لمن لا يعلم هو الذي يستخدم لطحن الحبوب ويحتاج لقوة دفع للحصول على النتيجة المراده، إذًا كانت البداية بتشبيه لغوي عميق أن الشباب هم الأداه! فمن هي القوة المحركة، وماهي النتيجة؟.
ثم تابع انهَم أساس إنجاح مسارات التحديث الثلاثة وهي (التحديث السياسي، ورؤية التحديث الاقتصادي، وخارطة تحديث القطاع العام) وبالكاد اتفق مع دولته لأن الأردن دولة فتية وهذه الفئة بالاغلب هي العاطلة عن العمل وهي الفئة التي تحمل شهادات جامعية وثانوية عامة، والتي يراهن عليها الرئيس أنها أساس النجاح والإنجاح!..
وحتى تنجح الدولة في تحقيق نتائج جيدة في المسارات الثلاثة وجب توظيف الشباب فعليًا، فمن السهل أن نتطلع وأن نتحدث بخطط ورؤى مكتوبة بعيدة عن الواقع، خاصة أن بعد مضي عام على هذه الخطة لم يصل النمو الإقتصادي إلى 3٪ وهذا مؤشر غير جيد ويدل على البطء في التنفيذ بالتالي الضعف في الحصول على نتائج.
وايضا يلفت انتباه المسؤول إلى الإستثمار الخارجي والداخلي ومعيقاته، والكثير من النقاط التي تتعلق بقطاعات أساسية وجب تحسينها ومنها ما ذكر التعليم والصحة التي ما زال هناك ضعف فيها، وللحصول على نمو اقتصادي أردني يتوافق مع الاقتصاد العالمي يجب تحسين البنية التحتية للتعليم للصحة وغيرها.
ثم ينتقل للعمل الحزبي الذي كما قالت المحامية هبه الشمايلة في الجلسة الحوارية:" انه يستغل اوجاع الشباب وأهمها البطالة ليقودهم باحثين عن حلول وهو عزف على آلامهم"، وكما قال قلمي مغردًا:أن العزف يؤلم الوتر ولو كان يُطرب الأذن، وفي العمل الحزبي الوتر هم الشباب، فأصبح العزف لاستقطابهم ملحوظ دون حلول واقعيه لمشاكلهم إنما خطابات هتافات وكلمات مللنا منها.
ثم ينتقل لمنظومة التحديث السياسي التي سمحت للمرأة بدخول البرلمان عن طريق الأحزاب لتكون في مناصب قيادية، هنا لابد من التساؤل: هل هناك تدريب وتعليم للمرأة عامة وليس فقط للنساء البارزات يمكنهن من الإنخراط بالأحزاب، أم ما زلنا نُعرف أن العمل الحزبي ليس معيب للمرأة في كثير من المحافظات واريافها؟.
ويتأمل الرئيس وكلنا نتأمل أيضا تحقيق 70٪ من مستهدفات رؤيا التحديث الإقتصادي التي نعلم جيدا أننا لو دفعنا عجلة التنفيذ قدما لساهمت بتحسين معيشة الأردنيين وهذه أمنية شعب بأكمله.
ثم نهنىء انفسنا بالمنجزات ونتمنى التقدم بارتفاع نمو الصادرات والدخل السياحي، ونعود للتعليق على الإستثمار الذي هو أساس تحقيق رؤية التحديث الإقتصادي فتوفير التسهيلات في التوسع في الإستثمار المحلي وجذب الخارجي نقطة وجب الإسراع في تنفيذها لما لها من نفع في حلول اقتصادية كثيرة.
المصارحة والمكاشفة تعني معرفة الأردنيين حقيقة الأوضاع الاقتصادية والسياسية، الضغوط الخارجية، الأزمة ومفهومها اذا مرت بها البلاد، الصفقات والعقود!.
الفشل في الإنجاز أو في إتخاذ القرار، الإعلام الصادق الحقيقي، هل نستطيع الوصول لهذا التعريف فعليا؟ أم انه من السهل الحديث في وقت يقيد حديث ولا يُقبل النقد البناء في التغيير.
الأهم ديوان الخدمة المدنية وتحويله إلى هيئة الخدمة المدنية والإدارة العامة، ألا يعلم دولة الرئيس أن المواطن الأردني لا يثق بكلمة هيئة! والتعيين وفقا للإعلان المفتوح قد يفتح الباب وليس النافذة للواسطة والمحسوبية.
سيدي الرئيس.. انا كشابة اردنية مؤمنة بالمطلوب واحترم المكتوب وأتأمل الحل، أجد أن المساءلة تتطلب تغييرا في آلية الحل وهذا يتطلب الخبير الخبير، تحتاج إلى إقناع الشباب المثقف بالفعل؛ فهناك فجوة كبيرة وعميقة بيننا وبين حكومتكم، نحن نريد للوطن الأفضل والوطن لن يكون أفضل إلا بنا، وحتى يتحقق المراد وجب التنفيذ الذي يتناسب ووقت الخطة، لأن الزمن يمر أسرع مما نتخيل، فنوم الأرنب قلب المشهد وأوهمنا أن السلحفاة فازت، والحقيقية أنهم خسروا الاثنين فالسلحفاة كانت بطيئة جدا والأرنب نام ليروي لنا الأحلام فقط،
إبحث عنهم في حكومتك تخلص منهم، فالتنفيذ يحتاج لأشخاص يحبون هذا الوطن ويسعون لرفعته، ولرقابة مستمرة، وعلى قولة جدتي "يذوب الثلج ويبان المرج".