هبة الله الشمايلة .. قراءة في مداخلة تشفي القلوب
د. محمد عبدالله اليخري
15-07-2023 06:26 PM
في اجتماع عقد مؤخرا بين رئيس الوزراء بشر الخصاونة وشباب وشابات جامعة مؤتة، سلطت مداخلة مثيرة للتفكير من قبل المحامية هبة الله الشمايلة الضوء على إحباطات ومخاوف الشباب الأردني. إن نداءها الحماسي لإقامة شراكة حقيقية بين الشباب والحكومة يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإجراء مناقشات تعاونية. فيما يلي قراءتي لمداخلة لهبة الله الشمايلة.
الشباب محبط من نفس القصة ونفس الوجوه سلطت مداخلة هبة الله الشمايلة الضوء ببلاغة على الإحباط وخيبة الأمل التي يشعر بها العديد من الشباب في الأردن. وأصبحت البطالة، التي تشكل مصدر قلق كبير للشباب، أداة تستغلها بعض الأحزاب لجذبهم إلى صفوفها، مما يزيد من تآكل ثقتهم في السياسة الحزبية. هذا الاستغلال لنقاط ضعفهم يقوض الثقة التي يضعها الشباب في النظام السياسي القائم.
يتردد صدى نقد الشمايلة للحياة الحزبية بعمق مع مشاعر العديد من الشباب. وهي تعبر عن إحباط مشترك يتمثل في أن الأحزاب القائمة غالبا ما تفشل في معالجة القضايا الملحة التي تهم الشباب. وعلاوة على ذلك، فإن التصور بأن الأفراد المتقاعدين يهيمنون على الهياكل الحزبية ويستغلون ضعف الشباب العاطل عن العمل ما يؤدي إلى تفاقم انعدام الثقة في السياسة الحزبية. يتوق الشباب الأردني إلى تمثيل حقيقي وقيادة استباقية وسياسات تلبي احتياجاتهم بشكل مباشر.
غياب التمثيل وانعدام الثقة
جانب آخر حاسم طرحته الشمايلة هو عدم تمثيل القضايا والاهتمامات التي تهم الشباب، وخاصة الشابات. غالبا ما تفشل الأحزاب القائمة ومجلس النواب في معالجة التحديات المحددة التي يواجهها الشباب، مما يزيد من تفاقم الانفصال. كما أدت سمعة مجلس النواب في الماضي إلى شعور بعدم الثقة بين الشباب، الذين يشككون في فعالية ونزاهة المؤسسة السياسية المسؤولة عن تمثيل مصالحهم.
الحاجة إلى عمليات صنع قرار شاملة
تشير الشمايلة بحق إلى خيبة الأمل من مجلس النواب، مشيرة إلى الثقة المهزوزة. وهذا يؤكد على ضرورة عمليات صنع القرار الشفافة والشاملة التي تعكس بصدق تطلعات الشباب. ومن خلال تعزيز مشاركة الشباب في المناقشات السياسية، يمكن للحكومة سد الفجوة واستعادة الثقة. يجب الاستماع إلى صوت الشباب والنظر فيه والعمل على أساسه للتغلب على الشكوك السائدة وضمان ديمقراطية أكثر شمولا وتمثيلا.
تمكين الشباب كعوامل للتغيير
يقر رد رئيس الوزراء الخصاونة بالدور الحيوي الذي يلعبه الشباب في تمكينهم. وفي حين تتحمل الحكومة مسؤولية توفير فرص متساوية، فإن الشباب هم الذين يجب أن يغتنموا هذه الفرص وأن يصبحوا عوامل تغيير نشطة. إن دعوة الخصاونة للشباب إلى تجنب أن يصبحوا مجرد وقود لأولئك الذين يسعون إلى السلطة تسلط الضوء على أهمية التمكين الذاتي والتفكير المستقل. يجب أن يستند التعاون بين الشباب والحكومة إلى المسؤولية المشتركة والاحترام المتبادل والالتزام بالتقدم الوطني.
ما يريده الشباب هو إنشاء منصة للحوار
تظهر الاجتماعات التفاعلية التي بدأها رئيس الوزراء الخصاونة، والتي ركزت على إشراك الشباب، خطوة نحو تعزيز المناقشات التعاونية. توفر هذه المنصات وسيلة للشباب للتعبير عن مخاوفهم وتطلعاتهم وأفكارهم المبتكرة مباشرة للمسؤولين الحكوميين. من خلال الاستماع الفعال إلى الشباب والنظر في اقتراحاتهم، يمكن للحكومة تعزيز سياساتها ومعالجة التحديات التي يواجهها المجتمع الأردني بشكل أفضل. يجب إنشاء قنوات اتصال مستمرة، مما يضمن بقاء الشباب في طليعة عمليات صنع القرار.
بناء الثقة وتشجيع المشاركة
تتمثل إحدى النتائج الرئيسية للمناقشات التعاونية في استعادة الثقة بين الحكومة والشباب. يجب على الحكومة إظهار التزامها بالشفافية والمساءلة ومتابعة الوعود التي قطعتها خلال هذه الحوارات. ومن خلال إشراك الشباب بنشاط في صياغة السياسات وتنفيذها، يمكن للحكومة تسخير إمكاناتهم، وتعزيز الشعور بالولاء والانتماء. ومن شأن هذا النهج أن يلهم الشباب للمشاركة بنشاط في العمليات السياسية، وتشكيل مستقبلهم ومستقبل الأمة بشكل فعال.
إن مداخلة هبة الله الشمايلة والرد اللاحق من رئيس الوزراء الخصاونة يسلطان الضوء على الحاجة الملحة لإجراء مناقشات تعاونية بين الشباب والحكومة. ومن خلال الاعتراف بإحباطات وتطلعات الشباب، وإشراكهم بجد في عمليات صنع القرار، يمكن للأردن إطلاق العنان لإمكاناته الحقيقية للتقدم. إن الشراكة الحقيقية المبنية على الثقة والشمولية والمسؤولية المشتركة ضرورية لتمكين الشباب والتصدي للتحديات التي تواجه الأمة. ومن خلال الحوار التعاوني، يمكن للأردن أن يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقا، مستقبل يعكس الصوت الجماعي وتطلعات جميع مواطنيه.