facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الإدارة بالتهديد والوعيد: الجانب المظلم لأماكن العمل


د. محمد عبدالله اليخري
15-07-2023 11:08 AM

في سوق عمل تنافسي وارتفاع في نسب البطالة وقلة الفرص الوظيفية وعلى قولة هؤلاء المدراء المتعجرفين والمتسلطين "الموظفين على قفى مين يشيل" و "اعتبر اليوم آخر يوم" و"هاي مشكلتك روح حلها او اعتبر اليوم آخر يوم وبكره بنجيب غيرك".

لسوء الحظ، يلجأ بعض أصحاب العمل إلى استخدام أساليب التهديد، مثل فصل الموظفين أو خصم الرواتب، استجابة للتقصير في العمل وهنا اقصد بها التقصير لظروف العمل لا إهمال الموظف، تهدف هذه المقالة إلى استكشاف الظاهرة النفسية وراء تهديدات صاحب العمل هذه وإلقاء الضوء على الآثار الضارة التي يمكن أن تحدثها على رفاهية الموظف وديناميكيات مكان العمل.

في كلمتين على جنب آخر المقال لأصحاب العمل والمؤسسات والشركات "فبس توصلوا لآخر فقرة وانت مش صاحب عمل لا تقرأها خلينا نحكي مع بعض شوي"!..

قوة الخوف:
اصحاب العمل الذين يستخدمون تكتيكات الإدارة بالتهديد هم يعتقدون بأنهم يستفيدون من قوة الخوف كأداة نفسية. الخوف هو عاطفة بدائية يمكن أن تؤدي إلى الاستجابة للقتال أو الهروب، وهذا يجعل الأفراد يتفاعلون بشكل دفاعي أو يتجنبون التهديدات تماما. تهديد الموظفين بإنهاء الخدمة أو الخصم من الراتب عند التقصير في العمل، يساهم وبطريقة مباشرة في خلق حالة توتر وارباك العملية الإنتاجية واحساس بانعدام الأمن الوظيفي، للأسف في بعض الأحيان تكون هذه الاستراتيجية فعاله وقد تكون ردة الفعل إيجابية خصوصا لمن هم مقصرين في العمل بسبب الإهمال او التهاون في تقديم عملهم بأفضل صورة وعلى العكس تمام تتكون حالة نفسية مرتبكة لدى الاخرين الذين يعملون بجد ويواجهون مشاكل في العمل تؤثر سلبا على انجازهم لمهامهم بأفضل وجه. وهنا ثلاث اهم تأثيرات نفسية لما اسميه بظاهرة "الإدارة بالتخويف والوعيد".

التأثير النفسي على الموظفين:
1. زيادة التوتر والقلق: الخوف المستمر من فقدان الوظيفة أو التعرض لنكسات مالية يضع ضغطا نفسيا هائلا على الموظفين. يمكن أن يؤثر هذا التوتر والقلق المتزايد بشكل كبير على صحتهم العقلية، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وانخفاض الرضا الوظيفي وزيادة التغيب عن العمل وفقدان النشاط.
2. الثقة والولاء المتضرران: عندما يستخدم أصحاب العمل تكتيكات تهديدية، فإنهم وبطريقة مباشرة يزعزعون الثقة والولاء لمكان العمل والمؤسسة. ويصبح الموظفون متشككين في نوايا الإدارة، مما يؤدي إلى انهيار التواصل والتعاون والعمل الجماعي. في مثل هذه البيئة، يتأثر الإبداع والابتكار، وبشكل مباشر يعوق النمو التنظيمي العام.
3. انخفاض الدافع والمشاركة: تخلق الإدارة القائمة على التخويف والتهديد والوعيد بيئة يركز فيها الموظفون بشكل أكبر على الحفاظ على الذات بدلا من الازدهار والمساهمة في نجاح الشركة أو المؤسسة. فعندما يشعر الموظفون بالتهديد، تنخفض مستويات تحفيزهم ومشاركتهم، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء الوظيفي وثقافة العمل الراكدة.

الاعتبارات الأخلاقية:
تثير تهديدات صاحب العمل مخاوف أخلاقية مهمة. من الضروري أن تعطي الشركات والمؤسسات الأولوية لرفاهية وكرامة موظفيها. إن تكتيكات التهديد لا تقوض حقوق الموظفين فحسب، بل تؤدي أيضا إلى تآكل مبادئ الإنصاف والعدالة. من خلال اللجوء إلى الإكراه والترهيب والتخويف والتهديد، يفشل أصحاب العمل في تنمية بيئة من الاحترام والثقة المتبادلين، مما يخنق الإبداع، ويعيق تطوير الموظفين ويبني بيئة سامة أولويات الموظفين فيها هو الخروج بأسرع وقت منها والبحث عن مؤسسات وشركات أكثر أمانا او على الأقل فش فيها إدارة بتضلها تهدد وكل همها بس تخصم بدل ما توفر حلول للمشاكل المطروحة وتشجع العمل بروح الفريق.

بناء بيئة وثقافة عمل إيجابية:
لتعزيز بيئة عمل إيجابية وصحية ومنتجة، يجب على أصحاب العمل اعتماد مناهج بديلة تُمكًن وتُحفًز القوى العاملة لديهم:
1. التواصل بشفافية: التواصل المفتوح والشفاف أمر حيوي لبناء الثقة بين أصحاب العمل والموظفين. يمكن أن تساعد التحديثات المنتظمة حول أداء الشركة والتحديات والحلول المحتملة في تخفيف المخاوف وضمان شعور الموظفين بالتقدير والاطلاع ويعزز الاستماع لتحديات الموظفين وإيجاد الحلول الثقة في الإدارة عوضا عن الخوف منها والتفكير في الهروب او الحفاظ على لقمة العيش.
2. الإدارة والقيادة الداعمة: إن تبني أسلوب إدارة وقيادة مبني على الدعم والإرشاد يخلق ثقافة عمل إيجابية. فعندما يدعم المدراء الموظفين في حل مشاكلهم وتحدياتهم لإنجاز مهامهم الموكلة إليهم، فإن ذلك يبني المرونة ويعزز الشعور بالولاء والالتزام.
3. التعاون في حل المشكلات: يشجع تشجيع مشاركة الموظفين في عمليات حل المشكلات الشعور بالملكية والمشاركة. ويجب على أصحاب العمل إنشاء قنوات للموظفين للمساهمة بالأفكار والحلول أو مشاركتهم الأفكار والحلول، وبالتالي تعزيز بيئة عمل تعاونية وشاملة تعمل بروح الفريق.

تهديدات صاحب العمل استجابة للتقصير في العمل لها عواقب نفسية بعيدة المدى على الموظفين وديناميكيات مكان العمل. من خلال استخدام التخويف والتهديد كأداة نفسية، يقوض أصحاب العمل هؤلاء الثقة ويقللون من الدافع ويخلقون جوا من القلق والسلبية، من الضروري أن تدرك المؤسسات الضرر طويل المدى الناجم عن مثل هذه التكتيكات وأن تعطي الأولوية لتطوير ثقافات عمل إيجابية مبنية على الثقة والشفافية والتعاون، فقط من خلال تمكين ودعم الموظفين يمكن للمؤسسات أن تزدهر وتنجح بحق.

وفي الخلاصة وكلمتين "على جنب الك يا صاحب العمل اللي بحب يهدد" انت فتحت مؤسسة وشركة مشان تتحمل مسؤليتها وتتحمل كل العواقب اللي جاي معها وصدقني وبكل صراحة إذا مش عارف تدير رفاهية الموظفين وتحل مشاكلهم وتخليهم يتطوروا فلتعلم إنك مش افضل واحد ممكن يدير هاي الشركة ولا هاي المؤسسة، يعني لو شفت الموظف عم بحاول ومش قادر ساعده بدل ما ترمي همومك عليه وتصير تلاخم، شو ذنبه الموظف إذا كانت مشكلته هي انت وادارتك وسياستك؟.. ابني مؤسستك بطريقة سليمة وبأسس علمية مبنية على تجارب سابقة او استشارات مهنية من خبراء في المجال وشوف كيف راح تكون مرتاح وموظفينك مرتاحين، يارجل لا تضل تعافر لحالك استعين بأصحاب الخبرة وسيبك من غرورك لأنه راح يزيدك جهل وراح يخليك تضل مكانك ومقتنع إنك ناجح وانت فعلا بتفكر حالك بتشوف فيلم دراما وبس يخلص راح تكتشف انه كان فلم رعب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :