يدعي البعض أن كلمة انفلونزا مشتقة من كلمة (انفلوانسيا) الايطالية ، والتي تعني غضب السماء ، أو التأثير السماوي. لكن الراجح أن الكلمة عربية قح ، من صنع عربي لبيب ، جاءت من نحت كلمتين: أنف العنزة ، فعندما يصاب الواحد بالرشح ، يصبح سيالاً كأنف العنزة. والبعض يقول بل هي (أنف الوزة) ، فطائر الوز يقضي حياته سابحاً بالماء ، ومن المناسب أن يكون أنفه على قيد السيلان دائماً.
سكان الأرض التي بدأت تتململ تحتهم بالاحتباس الحراري ، الذي يسبب الجفاف في مناطق والفيضانات في أخرى. هؤلاء السكان لفظوا كلمة انفلونزا ترليونات المرات في اقل من عامين ، وعاشوا رعب هذه الفايروس المكار. أي أن كلمة انفلونزا خرجت من كل فم بمعدل 10 مرات يومياً ، وربما هذا سبب عنفواناً للفايروس ، الذي عاد بسيفه هذه الأيام ، بعدما ظننا أنه تحول إلى جماد خانس.
الإنسان أتعب أمه الأرض ، وملأها جوراً وظلماً ، وخرق (أوزونها) ، ودمر غاباتها ، وقلب حياة كائناتها. ولهذا لا عجب أن نرى الفايروسات وقد إزدادت خبثاً وتلوناً ، فسلكت طريقاً عبر الخنازير ، للوصول إلى سيد الأرض ، عله يرشح أو (يفلوز) فيخفف من غروره وتجبره. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا،.
الفيروس كائن مراوغ له قدرة التحايل على المضادات والأدوية ، وهنا يكمن خطره ، ولهذا سيبدو مبرراً هذا الرعب العالمي الذي عشناه وربما سنعيشه في الفترة القادمة. مع أن البعض يرى أن هناك من يريد هذا العالم مشغولا بشيء ما ، أو أن شركات انتاج الأدوية تعاني تخمة في مستودعاتها ، ولا بد أن تصرف منتوجاتها بالتي هي أحسن.
تمنى واحد من المزكومين بحمى شياط الأسعار ، لو أن الإنفلونزا تحيد عن الخنازير هذه المرة ، وتسبح نحو السمك ، أو اللحم البلدي ، أو الكاتشو. أو البنزين العادي. صحيح ليش ما (يفلوز) السمك ، والبنزين ، السكر والكعك المسمسم. خلي سعره يطيح؟، ، ولماذا لا تفلوز الشقق السكنية؟، ، لماذا لا يفلوز الذهب ، عل الشباب يتزوجون؟،. ويضيف المحموم مهلوساً: عندما فلوز الدجاج ذات قهر ، طاحت أسعاره وتهاوت ، وصارت الدجاجة بسعر سندويشة فلافل ايام اللولو ، فرتعنا به رتع (الواويات). ثم لماذا لا تفلوز حياتنا ، يا أخي؟،. بلكي تطيح ، علنا عشناها،.
ramzi279@hotmail.com
الدستور