ما أكثر الذكور .. وما أقل الرجال!
ماهر ابو طير
11-01-2011 03:08 AM
استنفر كل "الذكور" في البلد احتجاجاَ على السماح للاردنيات بالعمل في النوادي الليلية ، باعتباره امرا يمس الشرف.
الشرف عند العرب يرتبط فقط بالاناث ، ولم تسمع احداً يعترض على وجود الاردنيين على موائد هذه النوادي الليلية ، باعتبار ان الفضيحة تتعلق بالاناث ، فقط.
العربي يشحذ شاربه بالسكين ، عند رؤية الانثى ترتكب خطأ ما ، اما الذكر فلا عيب لو جالس الاوكرانية والروسية والعربية في هذه النوادي الليلية ، والشرف لا يتجزأ ، الا لدى ذهنية الذكور الغارقة في النظرية التي تقول ان الخطيئة امرأة ، وان الذكر ضحية دوماً،،.
كان الاصل في حملة الغضب ضد قرار السماح للاردنيات بالعمل في النوادي الليلية ، ان تتم المطالبة باغلاق النوادي كلياً ، بدلا من الاستفزاز على اساس ان الانثى من بيننا لا يجوز ان تعمل في هكذا مواخير فاسدة.
احدهم يقول متسائلا عن شعور احدنا اذا كان جالسا في ناد ليلي ، واكتشف فجأة ان التي تجلب له الخمر او ترقص امامه هي ابنة عمه ، او قريبته ، معتقداً ان هذا سيؤدي الى غضبة عارمة ، قد تؤدي الى قتل الانثى جراء فسادها.
حسناً. لماذا لم يسأل اساساً عما يفعله الذكر الخشن في هكذا اماكن قذرة ، واذا كان الذكر يقبل لنفسه الجلوس في هكذا اماكن فان عليه ان يتوقع في لحظة ما ان يرى احدى قريباته في ذات المستنقع ، فلا يلومن حاله لحظتها ، لان الشرف تبدد عند الطرفين.
هذه ليست مطالعة في قصة النوادي الليلية ، التي نوقشت الف مرة ، لكنها مطالعة في انفصام الشخصية لدى الذكور ، الذين يريدون ان يمارسوا كل الخطايا ، باعتبارها لا تصيب الذكر في شرفه وسمعته ، لكنها تصيب الانثى فقط،.
الشرف لا يتجزأ ، والذين يغضبون على السماح للاناث الاردنيات بالعمل في النوادي الليلية ، عليهم ان يغضبوا لوجود الذكور الاردنيين ايضا في هكذا اماكن ، فيصبح كل هؤلاء شركاء في عالم العتمة ، وشروره المعروفة.
الاصل ان نطالب باغلاق كل النوادي الليلية ، وان يتم منع الاردنيات من العمل في هكذا اماكن ، ومنع الاردنيين ايضاً من التواجد في هكذا اماكن عبر اغلاق النوادي من اساسها.
قيل قديماً ان شرف البنت كعود الكبريت ، لا يشتعل سوى مرة واحدة ، وهو قول منقوص ، لان شرف الرجل ايضاً ، كعود الكبريت لا يشتعل الا مرة واحدة ، وكم من انثى مضطهدة وفاسدة ، لم تصبح هكذا ، لولا حفنة من الرجال اضاعوها على مذبح ألعابهم.
ما اكثر الذكور ، وما اقل الرجال،،.
mtair@addustour.com.jo
الدستور