كيف يفكر الحاخامات اليهود، اليعازر ميلاميد انموذج
14-07-2023 04:04 PM
الحاخامات في إسرائيل هم مفسرو الشريعة اليهودية ومعلموها، وقد لعبوا دوراً بارزاً في تأسيس الفرق الدينية، والمدارس الأهلية، والأحزاب السياسية، وإصدار الفتاوى، ما أكسبهم حضوراً وقدرة فائقة في التأثير على الرأي العام الإسرائيلي وصانعي القرار داخل المؤسسة الرسمية، رغم مظاهر العلمانية والنمط الغربي السائد في إسرائيل.
ويستمد الحاخامات قوتهم من نصوص تشريعية توراتية رفعت مكانتهم، وأحاطتهم بالقداسة والعصمة، مما جعل لهم مكانة خاصة ومرموقة داخل المجتمع الإسرائيلي.
عندما يقول الحاخام اليهودي المتطرف، اليعازر ميلاميد، ان حدود إسرائيل تمتد من نهر النيل في مصر إلى الفرات في العراق، وان حدود إسرائيل لم تكتمل بعد، فهو ينضم الى قافلة كبيرة من الحاخامات ترى في الوقت الحالي، ان التعريف الأكثر شيوعاً للأرض المشمولة بمصطلح أراضي «دولة إسرائيل» سوية مع الأراضي الفلسطينية. وهو الذي تفضله الصهيونية التصحيحية، هي أراضي إمارة شرق الأردن السابقة.
أبرز ما يميز الفكر العنصري لهذا الحاخام، هو ذلك الربط الوثيق بين "حروب إسرائيل" وبين "رب الجنود"، فالحرب عمل مقدس، في ذلك الفكر، لأن قائدها هو الله، "يهوه" إله إسرائيل، وهو في الوقت نفسه رب الجيوش، محارب شديد، يقود شعبه بعنف وغلظة، وترتيبا على ذلك فكل حروب إسرائيل، قديمها وحديثها، إنما هي حروب مقدسة، لا بل انه يعتبر تكاثر المجتمع الإسرائيلي والزيادة في الإنجاب جزء من حرب إسرائيل مع محيطها، او من يعتبرهم أعدائها.
هذا الحاخام كرر ما قاله حاخام جيش الدفاع الإسرائيلي "موشى جورين" ، إبان الجولة الثالثة في حرب حزيران 1967: "إن حروب إسرائيل الثلاث مع العرب في سنوات 1948، 1956، 1967 إنما هي حروب مقدسة، إذ دارت أولاها "لتحرير إسرائيل"، وقامت الثانية "لتثبيت أركان دولة إسرائيل"، أما الثالثة فقد كانت "لتحقيق كلمات أنبياء إسرائيل". "ومن أجل تحرير وتثبيت وتحقيق أمن إسرائيل نؤمر بالقتال"، بينما يرى ميلاميد ان وقت التكاثر قد حان، وذلك لمواجهة العصابات الإرهابية التي تعبث بأمن دولة إسرائيل.
وتشير الاستخدامات الدينية لمصطلح «إسرائيل الكبرى» حسب ميلاميد هذا، إلى أحد التعاريف التوراتية لأرض إسرائيل الموجودة في سفر التكوين 15: 18-21، سفر التثنية 11:24، سفر التثنية 1: 7، سر العدد 34: 1-15 أو سفر حزقيال 47: 13– 20.
ويرى ميلاميد ان التناخ يحتوي (العهد القديم من الكتاب المقدس) على ثلاثة تعاريف جغرافية لأرض إسرائيل، التعريف الأول الموجود في سفر التكوين 15: 18-21 يحدد الأرض التي أعطيت لجميع أبناء إبراهيم، بما في ذلك إسماعيل وزمران ويقشان ومديان، وهو يصف مساحة كبيرة «من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات»، التي تضم كل من إسرائيل الحديثة والأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا والأردن والعراق، وكذلك الكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان واليمن ومعظم تركيا والأرض الواقعة شرق نهر النيل.
التعاريف الأخرى توجد في سفر التثنية 24:11 وسفر التثنية 1: 7 وسفر العدد 34: 1-15 وسفر حزقيال 47: 13-20، وتصف هذه التعاريف مناطق أصغر إذ يشير التعريف الوارد في سفر العدد وسفر حزقيال إلى الأرض التي جرى تقسيمها بين القبائل الإثني عشر الأصلية لإسرائيل بعد استقدامهم من مصر، وأخيرا، فإن الحدود كما عرفت في كتاب سفر التثنية هي تلك التي ستعطى لبني إسرائيل ببطء على مر السنين.
تعتبر جماعات الصهيونية التصحيحية المبكرة التي خرجت أمثال اليعازر ميلاميد، مثل حركة بيتار ومنظمة الإرجون، أراضي الانتداب على فلسطين بما في ذلك شرق الأردن على أنها إسرائيل الكبرى.
اليعازر ميلاميد من مواليد يوم 28 حزيران 1961 فى القدس، وهو نجل الحاخام المتطرف زلمان باروخ ميلاميد حاخام وروش يشيڤا من اسرائيل، والذي كان يدعو الى فكرة الترحيل الجماعي للفلسطينيين، ولكن إلى مكان آخر.
ميلاميد سمح لنفسه بأن يهاجم الجيش الاسرائيلي، خطيا وشفويا، واستهتر بصلاحيات قادته ودعا تلاميذه الى رفض الاوامر، وطالب لان يكون لتلاميذ المدارس العسكرية دورهم في النقد والانتقاد، وهو بذلك يؤلب التلاميذ على الأوامر التي تصدرها القيادات.