الكونفدرالية الآن ضرورة وطنية
فيصل الزعبي
21-07-2007 03:00 AM
بات من الواضح والمؤكد أن إسرائيل لا تريد التفاوض مع الفلسطينيين على الوضع النهائي ، كونها لا تريد دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 ولا تريد الخوض بهذا الاستحقاق وتبعاته فهي مازالت على ثقة بأن الفرصة أمامها سانحة وكبيرة لقضم مزيداً من الأراضي وخلق وقائع جديدة يومياً ، ولذلك تدير الظهر للمبادرة العربية وكل من يروج لها .الفلسطينيون هم الآن يعيشون ما بين تصفية قضيتهم كشعب وما بين تصفيتهم كقيادات وقوى سياسية .
القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني باتت الآن على حافة الضياع ، فالقضية تتموضع الآن في مرحلة من المراحل التاريخية للضياع والضم والتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي .
ضياع للدولة المنشودة ..
ضياع للحق المتبقي ..
ضياع للتراكم النضالي للشعب الفلسطيني ..
وضياع في البوصلة والاتجاه للتحرر المنشود ...
إذاً ما العمل ؟ هل يبقى الفلسطينيون يموتون وحدهم ويتلقون الضربات لوحدهم تحت طائلة مسئوليتهم وحدهم كونهم شعب مستقل بقرار تمثيلهم الشرعي الوحيد لإدارة صراعهم غير المتكافئ مع عدو يعمل في السر والعلن ، بالقوة والصلف في تصفية قضية شعب برمته .
نحن كشعب أردني بتركيبته الثنائية ( الأردني والفلسطيني ) معنيون سياسياً وأخلاقياً ، برد الضرر الفادح لهذا العدوان على حقوق نصف شعبنا على الأقل . وعلينا كدولة وكشعب أن نقدم المبادرات الخلاقة بكل السبل لمنع هذا الضياع وهذه التصفية المنهجية من قبل الإسرائيليين .
المبادرة الوحيدة التي يمكن أن نقوم بها وبالتنسيق مع الفلسطينيين من جهة ومع العرب من جهة ثانية ومع العالم من جهة ثالثة في طرح المشروع الكونفدرالي للدولتين وبالتالي للشعبين ، وأن تكون هذه الكونفدرالية قبل قيام الدولة الفلسطينية بالتأكيد وذلك :
• كون الحديث عن كونفدرالية بعد قيام الدولة الفلسطينية ، هو حديث عادي وله أهمية لا تزيد عن طرح كونفدرالية بين أي دولتين عربيتين .
• كون فكرة الكونفدرالية قبل قيام الدولة هي فعل نضالي لعودة الأرض وخلق مسئولية مشتركة لعودة الحقوق والكيان
• وكون قيام الكونفدرالية ، تجعل الـ ( الشرق أردني ) يحس ويعرف أن شريكه الفلسطيني في الدولة كونه شريكه في الأرض ( دولة من شعبين تمتد جغرافيا شرق النهر وغربه) يتشاركون فيها في الحكم والحياة ( وهم نسبياً على أرض الواقع كذلك ) .
• وقيام الكونفدرالية تجعل من ( الفلسطيني ) ليس لاجئاً بل صاحب أرض يتشارك مع صاحب أرض آخر . وبذلك تنهي ( عقدتين نفسيتين مستترتين عند الأردنيين والفلسطينيين معاً ) في خلق واقع لمفهوم الدولة المشتركة ( الدولة ما قبل الكونفدرالية )
• وكون الأردن الآن يشكل مزيجاً حقيقياً لشعبين منذ مئات السنين ، من المستحيل الإنفكاك لظروف إنسانية واجتماعية وديموغرافية ( باستثناء أصحاب العقل الإقليمي من هذا الطرف أو ذاك ) .
على الصعيد العربي والدولي يتقدم الأردن ضمن المبادرة العربية بمشروع الكونفدرالية بالشراكة مع منظمة التحرير ( الممثل الشرعي ) للفلسطينيين . وتصبح قيام الدولة الفلسطينية ضمن الدولة الكونفدرالية التي تتأسس على نطاق شرعيتين الشرعية الأولى : حدود ال67 ، والشرعية الثانية أن الأرض تم احتلالها وهي ضمن دولة وحدة الضفتين ، بذلك تكون إسرائيل أمام استحقاق دول ، وليس كما تدعي ( بغياب المفاوض الفلسطيني ) .
وعندما تعود الأرض نلجأ للخيارات الديموقراطية الكثيرة في بقاء هذا الشكل للدولة المتحد ، أو ما يراه الشعبان لمصيرهما ، وسيكون الشعب الأردني الفلسطيني المشترك بالكيان هو وحده المعني بالمصير .
الكونفدرالية قبل تحرير الأرض هي فعل نضالي لعودة الأرض ، وهي حل وطني مُسبق لمشاكل قد تأتي بعد تحرير الأرض هذا إذا تحررت .
الإسرائيليون وحدهم الذين سيقاومون هذا الاستحقاق وهم وحدهم الذين سيرفضون فيما إذا اتفق الأردنيون والفلسطينيون على ذلك .
faisalzoubyGmail.com