كلمات ليست كالكلمات للأمير الحسن في الجامعة الأردنية
نيڨين العياصرة
13-07-2023 01:08 PM
دخل سمو الأمير حسن بن طلال إلى قاعة الحسن في الجامعة الأردنية ليقول :"كلمات ليست كالكلمات" في محاضرة علمية ذات مفهوم علمي،أدبي اجتماعي، اقتصادي، طبي نفسي، علمي تعليمي، سياسي عميق.
نحن نعلم أن صوت الأمير ذو طبقة مميزة، فكيف لهذا الصوت أن يُسمع وهو ينثر موسوعة علمية وينتقل بنا من كتابٍ إلى آخر ليتعجب الأكاديمي والطالب والسياسي والإعلامي والاقتصادي من هذا الزخم المعرفي العميق.
وكان عنوان المحاضرة: "الفقر متعدد الأبعاد والكرامة الإنسانية" الذي وضح من خلاله أن الفقر لا يتوقف على مفهوم الدخل على الإطلاق، بل يتعلق بعدم القدرة على تحقيق حد أدنى من القدرات الأساسية لذلك مستويات التعليم، الصحة، التمكين والتواصل الاجتماعي وأهمها السلامة النفسية وتطوير قدرات الفرد والمؤسسة كل تلك هي تدخل في حساب الفقر في دولة ما.
ثم انطلق سمو الأمير إلى الدراسات الاستراتيجية وركز على أهمية وجود قاعدة معلوماتية صادقة تمس الواقع في أي دولة لتستطيع الحكومات من خلالها وضع حلول جدية قادرة على تطبيقها، ووضح أن الدراسات الاستراتيجية في الأردن لا تمس الواقع مطلقًا.
ثم انتقل للحرية التي أكد انها لا تتجزأ ولا تكون محصورة على طبقة معينة، وأن الحرية بناء دائم وأساسي للوصول لدولة مستقرة وقوية، والحرية تعتمد فن المحادثة النبيل الذي لا يتعدى على حقوق الغير في التعبير، والفهم والإحترام المتبادل والوعي العميق بإنسانيتنا، والمواطنة الصالحة والصدق مع الذات، والشراكة والتضامن والتشبيك، وختم عن الحرية بمقولة الإمام القشيري: "الحرية في خدمة الفقر" وكانت هذه جملة ذات معنى واسع وإشارة للمصيبة في ضدها، فالفقر مع سلب الحرية استعباد وهذه كانت نقطة لافته لسياسات التقييد التي تتبعها بعض الحكومات في ظل وضع اقتصادي سيء.
إلى الكرامة الإنسانية التي أشار أن النظام العالمي الجديد اذا بدأ بها حقق للإنسان كل شيء، فما يحتاجه الإنسان هي الكرامة التي لا تتحقق إلا بتوفير المتطلبات الأساسية لحياة كريمة، وبحفظها تُحفظ الحقوق.
ثم صعد إلى العنصرية واختصر هتافات ونقاشات وتحليلات والكثير من التعليقات التي أثارت الجدل وسمحت للجاهل أن يتحدث في محور لا جدال به أن الشعب الأردني هو الأخ التوأم للشعب الفلسطيني، وسؤال :إنت من وين؟ كما قال سمو الأمير: لا داعي له، فجميعنا على هذه الأرض أردنيين.
نعود للفقر الذي يشمل اللاجىء والمُهجر ونتائجه تمس جميع من يسكن في الوطن، والحلول يجب أن ترضي الإنسانية وليس المواطن في مكان ما.
وتوجه الى فهرس الحرمان المتعدد والذي يعتمد أبعاد كثيرة وهي: الدخل، التعليم، سهولة التنقل، الصحة، السكن والخدمات، والجريمة ومن خلالها يقاس الفقر وتوضع الحلول وهي مترابطه لا يمكن الفصل بينها.
وفي تحليل شامل أراد الأمير أن يذكرنا أننا لسنا بحاجة لجائحة كونية لتذكرنا أن مشكلتنا لا تُحل إلا في بيتنا، وأن الكرامة لا تتحقق إلا بالإكتفاء، إذا هذه دعوة بالعودة إلى النظر بمواردنا الطبيعية ومهاراتنا وقدرتنا على الإبداع وأن توجهنا للموارد الطبيعية ولثروات الوطن هو حل اقتصادي ولو كانت نتائجة بعيدة المدى.
وذكرنا الأمير بحديث الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:"لا خير في أمة لا تلبس مما تصنع، ولا تأكل مما تزرع" والعمل به يحقق الاكتفاء والكرامة للوطن.
لله درك سمو الأمير كم من رسالة اقتصادية، سياسية، اجتماعية، طبية، نفسية، علمية تعليمية كانت في هذه المحاضرة.
شكرا للجامعة الأردنية التي دعتني واشعلت التفكير العلمي الإقتصادي في عقلي حول الكثير من المفاهيم.