الذكاء الاصطناعي .. المخاطر والفرص!
د. بسام الزعبي
13-07-2023 10:51 AM
أصدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي تكتل اقتصادي يتكون من 38 دولة، معظمهم من الدول الغنية، وبعضها دول ذات اقتصادات ناشئة، تقريراً هذا الأسبوع ذكر أن أكثر من ربع الوظائف في الدول الأعضاء فيها تعتمد على مهارات يمكن أتمتتها بسهولة خلال ثورة الذكاء الاصطناعي المقبلة، ويخشى العمال الموجودين في هذه الوظائف من فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي.
وأوضح تقرير (آفاق التوظيف لعام 2023) أن 27٪ من القوة العاملة في دول المنظمة معرضين لخطر فقدان وظائفهم، مع تعرض دول أوروبا الشرقية للمخاطر بشكل أكبر، وبين أن هناك القليل من الأدلة على أن ظهور الذكاء الاصطناعي له تأثير كبير على الوظائف حتى الآن، ولكن قد يكون ذلك بسبب أن الثورة في مراحلها الأولى، وقد تم تعريف الوظائف ذات المخاطر الأعلى على أنها (تلك التي تستخدم أكثر من 25 من أصل 100 من المهارات والقدرات التي يرى خبراء الذكاء الاصطناعي أنها يمكن أن تكون مؤتمتة بسهولة).
وبالتالي فإن 3 من كل 5 عمال يخشون من فقدان وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعي على مدى السنوات العشر المقبلة، وهذا يتطابق مع ما توصلت إليه المنظمة في استطلاع أجرته العام الماضي، وشمل 5300 عامل في 2000 شركة، تغطي التصنيع والتمويل في سبع دول من المنظمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه تم إجراء الاستطلاع قبل الظهور الخارق للذكاء الاصطناعي التوليدي مثل (ChatGPT)، وقد ذكر ثلثا العمال الذين يعملون بالذكاء الاصطناعي أن الأتمتة جعلت وظائفهم أقل خطورة أو مملة.
وفي الوقت نفسه، بينت المنظمة أن مدى تأثير الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف على العمال في مكان العمل، وما إذا كانت الفوائد ستفوق المخاطر، سيعتمد على الإجراءات والسياسات التي تتخذها المنظمة والأعضاء؛ بحيث يكون هناك توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي وبين محافظة العمال على وظائفهم، وأنه على الرغم من أن اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي لا يزال منخفض نسبياً، إلا أنه من المرجح أن تؤثر التطورات السريعة المتزايدة للذكاء الاصطناعي بشكل كبير على الوظائف المختلفة.
الذكاء الاصطناعي أصبح حقيقة واقعة تتمدد بشكل كبير في كافة القطاعات الاقتصادية، والتسارع الذي يشهده هذا العلم الحديث والمتطور يحتاج منا مواكبته بشكل لحظي لمعرفة كيفية الاستفادة منه في حياتنا واقتصادنا، وفي نفس الوقت تأهيل كوادرنا الوطنية في كافة مواقعها للتعامل مع الذكاء الاصطناعي في أعمالهم.
كما يجب تأهيل جيل الشباب الجالس على مقاعد الدراسة، أو الباحثين عن فرص عمل، بحيث يصبح لديهم المهارات والقدرات اللازمة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي بطرق تسهل حياتهم وتنمي قدراتهم وتنعكس على بلدنا واقتصادنا، وبدل فقدان الوظائف، سنصبح مصدراً مهماً لتزويد العالم بمختصين في الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن نطلق عليه (الموظف الخارق).