النقلة النوعية في تطوير منظومة التعليم المهني
فيصل تايه
13-07-2023 12:45 AM
تشهد المدارس الأردنية في العام الدراسي المقبل نقلةً نوعية على صعيد المخرجات ، بعد ان اتخذت وزارة التربية والتعليم قراراً يقضي باتخاذ اجراءات عملية حاسمة حول تطوير التعليم المهني والتقني ، وذلك إيماناً منها بأهمية تعزيز ذلك ، وفق استراتيجيات وطنية محكمة ، وضمن خطة طموحة تسهم بتعزيز الاقتصاد الوطني انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية بضرورة تبني السياسات الإصلاحية في النظام التعليمي، التي من شأنها دعم عملية التطوير والتحسين وتحقيق النقلة النوعية كماً ونوعاً باستمرار في جودة المخرجات التعليمية وكفاءتها .
ان القرارات الاجرائية التي تقوم باتخاذها وزارة التربية والتعليم الان ، تعتبر تطوراً تاريخياً ونوعياً في المنظومة التعليمية ، في ظل ضعف الادراك المجتمعي وحالة جهل الرؤية بماهية التعليم المهني والتقني واهمية مخرجاتهما في تفعيل حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، و بناء المجتمع ، حيث بدأت وزارة التربية والتعليم ومن خلال ذلك التفكير خارج الصندوق ، فالخطوات الملموسة التي انهجتها ، جاءت انسجاماً مع احتياجات القطاعات الاقتصادية ، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الحكومة ، فهي بالفعل خطوات جادة ترافقها قرارات اجرائية متلاحقة ومتسلسلة تعتبر تدشيناً لمرحلة جديدة من مراحل التعليم في الاردن ، وتعتمد على التركيز على محاور الحداثة والعصرنة والإبداع ، والتي تؤدي لخلق اقتصاد متمكن ، ومجتمع معتمد على التنمية وصناعة المعرفة من خلال خلق بيئة تعليمية مهنية محفزة مع الواقع ومتطلبات سوق العمل ، وموائمة لمخرجات التعليم والتدريب المهني والتفني لتحقيق التنمية المستدامة في ضوء رؤيـة التحديث الاقتصادي .
لقد شرعت وزارة التربية والتعليم وحسب تصريحات المسؤولين ، بالبدء في الخطوات التنفيذية في تطبيق خطة تطوير التعليم المهني والتقني وفق خطة منهجية مبنية على الكفايات ، ضمن أفضل الممارسات الدولية ، حيث تم اتخاذ القرار بعد دراسة عميقة لتحليل متطلبات سوق العمل الاردني للوظائف الحالية والوظائف المستقبلية وتم اختيار التخصصات والوحدات الدراسية التي يدرسها الطالب والتي تمكنه من المهارات والمعرفة الكافية ، وذلك بالتعاون مع شركة بيرسون التعليمية البريطانية العالمية، وبشراكة تهدف الى تطوير التعليم والتدريب المهني في الأردن، وذلك من خلال تطبيق مناهج وتخصصات (BTEC) المهني في المدارس المهنية الأردنية ، حيث إن برامج (BTEC) تعدّ نهجًا عالميًا رائدًا في التعليم والتدريب المهني والتقني ويعمل على تمكيّن الطلبة من تطوير المهارات الفنية في التخصصات المهنية المطلوبة، جنبًا إلى جنب مع تطوير المعرفة حول متطلبات التوظيف في سوق العمل في الأردن ، ما تؤهل الطالب لدخول سوق العمل مباشرة بموجب شهادة "معتمدة" صادرة عن وزارة التربية والتعليم ، وشهادة "الدبلوما" الصادرة عن بيرسون ، حيث يتم رفد سوق العمل بموارد بشرية متمكنة وبكفايات عالية الجودة .
الى ذلك ، فانه البرنامج يعتمد أسلوباً متميزاً في التدريس والتقويم، حيث يدمج من ناحية التدريس بين المعارف النظرية والتطبيق العملي الحياتي، ما يؤهل الطالب للدراسة الجامعية بكفاءة عالية ، ما يمثل خطوة كبيرة وإيجابية لتنويع مسارات التعليم والتوسيع في خياراته المهنية والتقنية ، حيث بدأت وزارة التربية والتعليم فعلياً ببث خطاب تربوي يمكن الطلبة من التعرّف على أهمية المهن المطروحة ، ويوجّه الطلبة نحو مسارهم المهني المستقبلي ، لتمكينهم من دخول سوق العمل، في ظل التخمة المستمرة في المسارات الإنسانية التي لا تتواءم مع حاجات السوق ، فالتعليم والتدريب المهني هو الطريق الأقصر لدخول سوق العمل، وللوصول إلى هذا الهدف ، وان هذه التوجهات ستنعكس إيجابًا على أداء المخرجات في سوق العمل، وتكيفها مع واقع التحولات سعيًا لتحقيق مكاسب نوعية تظهر في المنتج التعليمي ، وتبرز في الحقائق والمؤشرات الإنتاجية الأخرى التي تعمل هذه الكفاءات على تحقيقها في كل مواقع العمل والمسؤولية.
بقي ان اقول ان الجهود التي تبذل حاليا في أروقة وزارة التربية والتعليم جهود عظيمة تستحق منا التقدير فالتعاون والإخلاص وصدق النية تستحق كل معاني الثناء على الجهود الاستثنائية.
وللحديث بقية في مقالي القادم ...
والله ولي التوفيق