facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ترشيد المناسبات الاجتماعية في الاردن


علي السنيد
12-07-2023 10:27 AM

حبذا لو توافق الأردنيون من خلال قياداتهم، واطرهم الاجتماعية على اعادة النظر في مراسم الافراح، والاتراح، والتي تقع في كل المحافظات، ومنها حركة الجاهات ايضاً التي تكتظ بها شوارع المملكة في نهاية كل اسبوع في الصيف، وذلك لكلفتها الباهظة التي تطال كل بيت اردني، عوضا عن انها تستهلك الوقت والجهد ، ولأن هذه المناسبات تقع بشكل اسبوعي، وستبقى قائمة في حياة الاردنيين، ومن المناسب ان تتعرض الى المراجعة، والى اعادة النظر في كلفها ، ومدى استنزافها للأسر الاردنية المثقلة بالاعباء والمسؤوليات.

فالجاهات الكبيرة، وحركة السيارات بالمئات، وربما أكثر ، والتي تقطع المسافات بين محافظة واخرى، او في اطار المحافظة وقراها، وتحتاج الى حجز صالات كبيرة، وضيافة لاعداد غفيرة من المدعوين يمكن اختصارها في اطار عائلتي العروسين ، وبعدد محدود، وخاصة ان هذه الجاهات غالبا ما تلحق بالاتفاق المبدئي بين الطرفين، او بكتاب "عقد القران"، وبذلك ينتفي الهدف المتوخى منها في اخذ الموافقة على الزواج الى مرسوم اعتيادي مكلف في حياة الاسر الاردنية.

وفي الافراح يمكن اختصار الدعوة في اطار العشيرة الواحدة ، وعائلتي العروسين، وعدم توسيع رقعة المدعوين، وان تقتصر الضيافة على الحلويات، والتوقف اذا امكن عن عمل دعوات الطعام الكبيرة التي تكلف بعضها الآف الدنانير، وربما تصل الى عشرات الآف، وفي ذلك استنزاف مالي في العادات الاجتماعية.

وعندما تقع مصيبة الموت، التي لا يستثنى منها احد، ويقوم الاردنيون بتقديم واجب العزاء تترتب كلف كبيرة على اهل المتوفى ، منها اعداد، وتقديم طعام الغذاء، والقيام بمراسم التعزية لثلاثة ايام متواصلة، ويمكن ايضاً من خلال ايجاد تفاهم اجتماعي ان تختصر مدة العزاء تدريجيا حتى تصل الى المشاركة في تشييع الجثمان، وربما الاستقبال ليوم واحد، والتوقف عن عمل طعام عام بهذه المناسبة الحزينة مما يرتب كلفاً بالاف الدنانير على اهل المتوفى المكلومين بمصابهم.

والمشلكة تتبدى اكثر في اكبر عملية هدر متواصلة لمادتي الارز والخبز المشتق من القمح، في كل المناسبات الاجتماعية في الاردن، وفي العزائم العامة ، وحيث تقوم الضيافة فيها على تقديم المنسف، وهو الاكلة الشعبية الشهيرة في الاردن والعالم،، ومعروف ان نسبة ما يؤكل من سدر المنسف لا تتعدى غالبا 20% تبعاً لطريقة تقديمه، ويصار بعد ذلك الى تجميع الكميات الكبيرة من هذا الطعام المتبقي، والقائها في النفايات، وقد يتم عمل حفر كبيرة لالقائها فيها.

وبذلك تهدر كميات لا يمكن حصرها من مادتي الارز، والخبز ، وهما المادتان الرئيسيتان في الغذاء في العالم، وذلك على مدار العام في كافة العزائم، وما ينجم عن المناسبات الاجتماعية من موائد، والولائم التي تقدم بالمآتم، وعبثاً تروح محاولات توزيع بقايا هذا الطعام على الفقراء من خلال بعض الجمعيات الخيرية حيث ان طريقة تقديمه تؤدي الى تلفه غالباً.

ونحن نحتاج الى دراسة اجتماعية وافية من خلال مراكز البحث، والجامعات لرصد هذه العادات الاجتماعية، وكلفتها على المجتمع، وامكانية اعادة النظر فيها، وتقديمها لاصحاب الاختصاص للتفكير الجدي في امكانية احداث التغيير على اسس سليمة، ومنطقية.

والوجهاء ، والقادة الاجتماعيون، واصحاب الفكر، والسياسيون يجب ان يدعموا التغيير ، وان يساهموا في الحد من المعاناة الاجتماعية من خلال الكلف التي تتبع لبعض العادات الاجتماعية، ويمكن اقامة ورشة حوار، ونقاش وطني هادف تجمع اهل الشأن، والاختصاص للتوصل الى تفاهم مجتمعي بهذا الخصوص يتم دعمه بعد ذلك من خلال الخطاب الديني، والتعليمي، والاعلامي في المساجد ، والمدارس، والجامعات، ووسائل الاعلام.

فالتغيير الاجتماعي يؤسس لتغير الحياة العامة برمتها، ويمكن ان يعيد ترتيب الالويات في المجتمع، وهذا الاكتظاظ في البرنامج الاجتماعي المزدحم يمكن ان يصار لتخفيفه في حياة الاردنيين اليوم.

لا شك ان عاداتنا الاجتماعية، واعرافنا جميلة، وهي مستوحاة من حياة الاردنين، ومن مشاعرهم فرحاً وحزنا، ولكنها توسعت في السنوات الأخيرة، وخرجت عن اطار رمزيتها في المجتمع الاردني، وذلك مدعاة لاعادة النظر فيها، وتقليل ما امكن من كلفها، وتخفيف الاعباء التي تترتب على كل بيت اردني .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :