للقدس .. دعم أردني لا يتوقف
نيفين عبد الهادي
11-07-2023 12:22 AM
تتجاوز العلاقة الأردنية الفلسطينية كل حدود الكلام والمصطلحات التي باتت تتسيّد ردود الفعل من أي حدث فلسطيني، فلم يقف الأردن يوما عند ردة الفعل بالكلام أو بالتعبير الذي تغيب عنه الواقعية، إنما حرص دوما على أن يعكس مواقفه بالفعل مجسدا بمواقف حقيقية على أرض الواقع يلمسها الفلسطينيون ويعيشون تفاصيلها.
لم يترك الأردن فلسطين والقدس تحديدا يوما في منتصف طريق الدعم والعون، إنما كان دوما هو الداعم والمعين والسند الحقيقي لنضال الفلسطينيين والمقدسيين بالفعل، معلنا دوما الوصول بعيدا عن تفاصيل الخطوات، الوصول لتقديم كل ما يحتاجه الأهل في فلسطين والقدس من تسهيلات وإجراءات وخطوات تدعم صمودهم وتجعلهم أكثر قوّة أمام احتلال ماض في فرض سياسات احتلالية خطيرة، ناهيك عن الانتهاكات وجرائم الحرب التي يقترفها يوميا ضد الشعب الأعزل.
وعند قراءة المواقف الأردنية، وأقول هنا المواقف وليس الأقوال الأردنية، نجد أنفسنا أمام المئات إن لم يكن الآلاف منها، نجدها دوما تشكّل طوق نجاة للخروج بحلول عملية لتحديات ومشاكل تواجه الفلسطينيين عامة والمقدسيين بشكل خاص، ومنعت الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية عنهم، ونقلت حلولا كثيرة لمكان الممكن بعدما كانت حبيسة الصعب لشعب أعزل يواجه احتلالا جيشه يعدّ من أقوى خمسة جيوش في العالم، ليكون الأردن سببا رئيسيا في صمود الشعب الوحيد في العالم الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال.
وضمن المواقف الأردنية التي تعدّ هامة جدا وداعمة لصمود المقدسيين، وتهدف التسهيل عليهم وتقديم ما يلزمهم ليبقوا صامدين على ترابهم محافظين على عروبة وقدسية القدس الشريف، ما أعلنت عنه أمس دائرة الأحوال المدنية والجوازات، بالتنسيق مع شركة البريد الاردني ودائرة قاضي القضاة بإطلاق 6 خدمات إضافية للتسهيل على المقدسيين في استصدار الوثائق، اعتبارا من منتصف تموز الحالي، ليشكّل هذا الموقف الأردني علامة فارقة في مسيرة النضال والصمود المقدسي، كونها في مجملها جاءت لتقدّم خدمات هامة جدا للمقدسيين بشكل سهل ويسير ودون أي تعب، وما الهدف من ذلك سوى دعم المقدسيين ومنحهم كل الوسائل الممكنة ليصمدوا على تراب وطنهم ويحموا ترابه.
التسهيلات التي أعلن عنها أمس والتي جاءت انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية الداعية دوماً للتخفيف عن أبناء القدس وإنجاز معاملاتهم بكل سهولة ويسر، دعماً لصمودهم وحماية الهوية العربية لمدينة القدس الشريف، هي تسهيلات جديدة، فقد سبقها الكثير من التسهيلات والقرارات التي تدعم المقدسيين، وتدعم صمودهم مما يجعل من المقدسيين والفلسطينيين يؤكدون في كلّ مرة أن المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك هي السبب الأول والأهم في صمودهم والسبب الوحيد حتى اللحظة في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف من خلال الوصاية الهاشمية.
قرارات الأمس هي خطوة إضافية هامة في مسار الرعاية الهاشمية للمقدسيين، وتأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات لبقائها عربية عصيّة على يد الاحتلال وانتهاكاته، وسياساته الاحتلالية، قرارات بحجم تحديات المرحلة وبحجم ما يواجهه المقدسيون في صراع يومي لحماية قبلة المسلمين الأولى، خطوة أردنية حقيقية وعملية جديدة نحو مزيد من الدعم للمقدسيين، فهي القدس التي كانت وما تزال وستبقى من أولويات جلالة الملك وهو الأردن الذي سيبقى الداعم الحقيقي للقدس والحامي الأمين لمقدساتها.
(الدستور)