الانفتاح نحو ايران خطوة في الاتجاه الصحيح...وهذه الخطوة سبقتها خطوات مماثلة وان كانت متقطعة.. وتوجه الدبلوماسية الاردنية ايجابيا نحو ايران يخدم الاردن سياسيا وتجاريا وسياحيا..
فكما هو معروف فكلما تعطلت عملية السلام بسبب السياسة الاستيطانية الاسرائيلية وبسبب تعنت اليمين الاسرائيلي العنصري واطماعه في الاراضي الفلسطينية والعربية، زاد التنغيم الاسرائيلي حول الاردن كوطن بديل او كسبيل لحل القضية الفلسطينية...
والانكى ان حكومة نتنياهو رغم سياسة العنف والارهاب التي تمارسها في الضفة الغربية وضد قطاع غزة، ورغم تعطيلها مؤخرا للمفاوضات غيرالمباشرة التي عقدت بطلب اميركي
الا انها عادت تمارس الضغوط على الجانب العربي كي يمارس بدوره ضغوطا على الجانب الفلسطيني ويدفعه نحو استئناف مفاوضات لا تفضي الى شيء..
ونحسب ان حرص حكومة نتنياهو مؤخرا على استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، قد جاء بسبب ارهاصات الانفتاح العربي المحدود نحو ايران..
فهذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة يرعبها او يثير مخاوفها وقلقها على الاقل اي تقارب عربي - ايراني...
لذلك حمل نتنياهو معه الملف الايراني الى شرم الشيخ لبحثه مع الرئيس حسني مبارك.. ولا نستغرب ابدا ان تجهد حكومة نتنياهو لاقناع البعض بالوقوف معها في خندق واحد ضد ايران..
المهم ان هذا الانفتاح العربي نحو ايران رغم ما يسببه من مخاوف اسرائيلية وقلق اميركي ينبغي ان يتطور اكثر فأكثر..
لاسيما وقد ثبت ان الولايات المتحدة الاميركية ليست صديقة للامة العربية او لأي من اقطارها كما تزعم.. فالدول الاستعمارية الكبرى كالولايات المتحدة لها مصالح دائمة وليس لها اصدقاء دائمون..
اما هذا الانفتاح العربي نحو ايران فيجب ان يقوم على اسس واضحة وصريحة، وليس على كلام لفظي لا يثبت على ارض الواقع.. فحسن الجوار والمصالح المتبادلة او المشتركة وعدم التدخل في شؤون الغير وعبقرية الجغرافيا والتاريخ والبعد الديني والحرص على امن المنطقة واستقرارها ينبغي ان تكون كلها اسسا وقواعد ثابتة للعلاقات العربية - الايرانية القابلة للتقدم والتطور نحو الافضل..
(الرأي)