لاحظنا مؤخراً وبشكل لافت استغلال بعض الأفراد العاديين ( تحت مسمى المشاهير ) لمواقع التواصل ‏الاجتماعي من أجل النقد والسخرية سواء من الأوضاع السياسية و/أو تسفيه المجتمع ،وما نشهده حالياً ‏خصوصاً عندما يتم التسليط على شخصية معينة ويبدأ الغالبية في ممارسة السخرية منها وتحقيرها ‏والتقليل من شأنها ، الذي أعطى المجال للبعض بمناقشة آرائهم و السخرية دون خوف من رادع ‏قانوني و رادع مجتمعي وغافلين عن الانعكاسات السلبية على المجتمع لهذا الأمر، والذي ‎جعل أفراد المجتمع يفقدون قيماً ومبادئ أساسية مهمة في حياتهم ، غافلين أيضاً عن القيم ‏والمبادئ التي غرسها آبائنا وأجدادنا في نفوسنا والتي نعلمها ونغرسها في أبنائنا و بناتنا أصبحت ‏للأسف تتعرض لسخرية والاستهزاء من البعض لتصبح -مع الأسف- واقعاً ونمطاً سلوكياً في ‏حياتنا.‏

‏ هنا تكمن الخطورة ، وينبغي التصدي لهذا السلوك السفيه و الدخيل الذي يعمل على تعطيل روح ‏العزيمة لدى مجتمعنا و يقلل من قدراته وإبداعاته ونجاحاته، من هنا لا بد أن نتساءل كيف لمجتمع ‏يعاني من الاحتقار والسخرية من ذاته أن يتطور؟ وهل يستطيع لهذا المجتمع أن يواكب الصعاب ‏والمتغيرات الحياتية السريعة وهو قابع مكانه يصدر الأحكام؟ من المحزن و المؤسف جداً أن نرى جيلاً ‏ومجتمعاً كاملاً يسخر من نفسه، لتصبح السخرية و تحقير الآخرين نمطاً عاماً لكل أفراد المجتمع. ‏

أخيراً، أتمنى أن لا يمر هذا المقال مرور الكرام ، فالأجيال هم أمل المستقبل لذا يجب أن نزرع فيهم ‏أخلاق وقيم آبائنا و أجدادنا التي نفخر بها و التصدي لكل من تسول له نفسه بأن يسخر و يتصيد ‏أخطاء الآخرين بحجة الفكاهة (المشاهير) سواء كانت موجهه إلى أشخاص أو أحداث معينة تحت ‏مسمى حرية التعبير. ‏