مشروع قانون السير الجديد الذي ينتظر انعقاد الدورة النيابية الاستثنائية لمناقشته والموافقة عليه، يعتبر من أهم مشاريع القوانين التي سيبحثها المجلس عند انعقاده.
وخلال التمعن في في هذا القانون الذي أقره مجلس الوزراء، نجد أن هناك بنودا غلظت العقوبات على السائقين المخالفين للقوانين وأنظمة وإرشادات الطرق والالتزام بالسرعات المحددة واستخدام الهاتف المحمول والتدخين وتجاوز الإشارة حمراء وغيرها، وهذه العقوبات وفق مشروع القانون تراوحت بين الغرامات المالية المنفردة وبين الغرامات المقرونة بالحبس.
جاء مشروع القانون نظرا لأعداد حوادث السير المهولة وأعداد الوفيات الناجمة عنها والإعاقات الدائمة، التي تتسبب بها حوادث السير سنويا وفق إحصائيات مديرية الأمن العام لهذه الظاهرة التي يصفها الكثيرون بأنها جائحة حوادث المرور .
أسباب كثيرة وراء هذه الحوادث، منها انتشار المخدرات على نطاق واسع بين الإتجار والترويج والتعاطي وتناول الكحول، خلال قيادة المركبات نجم أيضا عنها حوادث دهس وتدهور للمركبات بسبب الطيش السافر لسائق متهور متعاطي ومخمور.
ولكن أيضا وجب التنبيه إلى أن السيارات القديمة التي مضى على صنعها أكثر من عشرين إلى ثلاثين عام والتي تفتقر لإدنى مستويات السلامة العامة، أيضا هي مشكلة لا تقل خطرا على المواطنين وسالكي الطرق من المشاة وطلاب المدارس من السائق المخمور والمتهور الطائش، لذا وجب على صانع القرار أن يأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة بجدية وحزم حيث أن أغلب الوفيات والحوادث القاتلة كان جزءا منها بسبب المركبات القديمة، أو تكون هي ضحية هذه الحوادث ومن فيها.
الأمر الآخر والذي لا يقل أهمية عن حوادث المرور، وهو ظاهرة إطلاق النار في المناسبات وفي غير المناسبات، لهي أمر يندى له جبين الإنسانية، ويبرأ منه كل ذي عقل رشيد، وأنا أكتب في هذا المقال أسمع صوت إطلاق نار متكرر من جهة محددة بت متعودا على سماعة كل ليلة، بالقرب من منطقة الكاشف بدر الجديدة غرب العاصمة عمان ، دونما رقابة أو أدنى احترام للجوار، وكأننا نتجاور مع معركة دائرة هناك لا نعلم ما الذي يدفع هذا المستهتر بأرواح المواطنين بهذا الفعلة الغاشمة.
ونتمنى على صانع القرار أن يقر مشروع قانون أيضا يضع عقوبات تصل إلى الحبس في كل من يتوسط لتكفيل هؤلاء القتلة الذين يرشون الرصاص الطائش جوا ليهوي على المواطنين ويروع الآمنين في بيوتهم.
لا أعلم كيف يتم تكفيل القاتل الذي أزهق نفسا بشرية دون وجه حق وهو يلهو ويتمختر وكأنه أتى بسواري كسرى، في حين أن هناك من يتألم ويقتل وهو يضن نفسه في حماه آمنا.
حوادث السير وإطلاق العيارات النارية، وجهان لعملة واحدة كل منها يفعل الأفاعيل ويهرق الدماء ويزهق الأرواح بلا ذنب ولا جريرة حيث لا يعلم القاتل لم قَتل، ولا المقتول يعلم لم قُتل.