قصتي مع عمري
اللواء المتقاعد مروان العمد
09-07-2023 09:04 PM
الدقيقة بها ستون ثانية ، والساعة بها ستون دقيقة ، واليوم به اربع وعشرون ساعة ، والشهر به ثلاثون يوماً ، والسنة بها اثنا عشر شهراً ، وبها ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً . واليوم وبمشيئة الله تعالى يكون قد مضى من عمري سبع وسبعون سنة ، وسوف ادخل غداً اعتاب السنة الثامنة والسبعين . ولاصحاب هواية الارقام فإنه يمكنهم احتساب ما مضى من عمري من سنوات واشهر وايام وساعات ودقائق وثوان ، ليحصلوا على رقم كبير وثقيل احمله على كاهلي حتى اتعب ظهري وقلبي . قد تنقص عملية الحساب هذه بعض الثواني او الدقائق او الساعات او تزيد من عمري ، ولكنها لايمكن ان تحسب ما تبقى منه ، حيث لا يعلم بها الا الله عز وجل .
ولكنني سعيد بأن انعم الله علي بهذا العمر . و سعيد بأن انعم علي بالصحة والعافية التي انا عليها الآن ، بالرغم مما تركته هذه السنين من آثار على جسدي وصحتي . وسعيد بان انعم علي بالستر والتوفيق وراحة البال ، وجنبني ذل الحاجة والسؤال . ورزقني من رزقه ما يكفيني . واشكره لانه وفقني بعملي بخدمة وطني و الدفاع عنه ، والتصدي لكل من حاول ان يعبث بامنه وامن شعبه ونظامه . الامر الذي قمت به بكل تفانٍ ، واخلاص ، وامانة ، ودون طمع بمكسب او مغنم ، ومن غير تسلط او عنف ، مما اكسبني محبة الناس حتى الذين حققت معهم .
وانني سعيد بأن وهبني زوجة صالحة مؤمنة كانت ولا زالت سنداً وعوناً لي ، ورزقني بابناء وبنات بررة . ورزق اولادي زوجات صالحات ، وبناتي ازواجاً صالحين هم بمثابة ابناء لي . ورزقني باحفاد خلوقين ،ولي محبين ، اسعدوا حياتي جميعهم ، وجعلوا لها هدفاً ومعنى . واحمد الله انه مكنني من ان اقوم بواجباتي نحوهم بمال ورزق حلال . واحمده لانه حفظهم لي وحفظني لهم . ووفقهم في حياتهم بكدهم واجتهادهم ، من غير منة من احد ولا طلب ولا سؤال . واحمده بأن جمعني في هذا العام معهم اجمعين ، المقيمين منهم والمغتربين . حيث قمت بزيارة ابني الاكبر محمد وزوجته فرح بدار وحفيدتي لين وحفيدي مروان الصغير في اميركا حيث يقيمون . وبعد عودتي بأيام ، اسعدتني ابنتي الصيدلانية ميس المقيمة في الدنيمارك بزيارتها لي مع زوجها هنيبال جوابره ، وابنتهما مها الصغيرة ( على اسم جدتها ) . كما اسعدني ما حصلت علية ابنتي الدكتورة مجد زوجة محمد المنصور من نجاح وتوفيق في عملها ودراستها . واسعدني نجاح حفيدتي ليلى في التخرج من دراستها الثانوية على النظام البريطاني وبتفوق ، وتكريمها من قبل جلالة الملكة رانيا العبدالله . واسعدني حضورها من اميركا لقضاء اجازتها السنوية معنا . واسعدني حفيدي هاشم في اهتماماته الكروية واجتهاده الدراسي .
وكنت في مثل هذه الايام من السنة الماضية قد احتفلت بزواج ابني الاصغر مهند من زوجته طبيبة الاسنان فرح خولي ، والتي اسعدني نجاحها في امتحانات التخصص قبل ايام .
واتمنى من الله ان يشملهم جميعهم برعايته ، وان يكون النجاح والتوفيق حليفهم ، وان يحقق لهم كل امانيهم واهدافهم . وبذلك اكون قد حققت مهمتي بهذه الحياة .
وكل ما اسأله من الله تعالى بعد ذلك ، ان يتم نعمته علي، بان يرعاني برعايته، وان ابقى واقفا على قدمي حتى آخر يوم في حياتي ، وان ابقى قادرا على خدمة نفسي ، دون حاجة لاحد ، وان لا يكشف لي عورة امام احد . انا وكل احبتي و افراد عائلتي .
واسئله تعالى ان يحفظ الاردن ، ويجنبه كل اذى ومكروه ، شعبه وارضه ونظامه . وان يصلح حاله ، وان يعيش الجميع فيه بامن وسلام ورغد من العيش . وان يحفظ كل بلاد العرب والمسلمين ، وان يجمع شملهم على محبته وطاعته ، وان ينصرهم على كل من يعاديهم ويتآمر عليهم ، وان يتم تحرير كل محتل من اراضيهم وخاصة فلسطين . وان ينصر اهلها على اعداءهم الصهاينة وكل من يناصرهم ويساندهم . وان يسود السلام والاستقرار كل بلاد العرب و المسلمين ، وان يتوحدوا على طاعته وعبادته .
واختم قولي بان الحمد لله على كل نعمه التي انعم بها على افراد اسرتي . وتمنياتي ان يطيل في اعمارهم ، وان يمتعهم بالصحة والسعادة والتوفيق في حياتهم ، وان يوسع من رزقهم . اما بالنسبة لي فكل ما أتمناه بعض الوقت لكتابة بعض ما يجول في خاطري ، او نشر بعض ما لم انشره من كتاباتي بحق الاردن ودفاعاً عنه وعن مواقفه ونظامه ، من غير مداهنة او رياء ، وبقدر من الصراحة التي تبتعد قليلاً عن خطاب المجاملة الذي اعتدت عليه .