أهلا وسهلا بالأصدقاء في قصة جديدة معكم …
والوعد ….. اني استلهم فحواها من مصادفاتي العابرة وتطفلي البريئ عليكم …..
قصة اليوم اكاد اكون اقتبستها من جل الوجوه التي عبرت بجانبي …… من الكثير من أسماء التعريف والحسابات على Twitter وفيسبوك ….
من العديد من الأحاديث العابرة والتصرفات العفوية كما عرفتموني ……
فيمكن أن تكون هذه القصة لك …
ويمكن أن تكون عنك …..
وسامحوني إن قسوت …..
على كلن أسعد بمشاركتكم هذه القصة مع من تظنون أنها ستروق له من الأصدقاء …. واسعد جدا في تقييمكم لها وكافة ما تكتبونه على التعليقات ….
اكتب هذه القصة بكل محبة وابتهاج …. دقائق ممتعة أتمناها لكم ……
مهما نسيت الذاكرة لن تستطيع تجاوز تفاصيل مرة أولى..
قلبت الموازين وبدلت الحال بالكلية ..
من المؤكد أن للمرات الأولى قدسية وهيبة ..
قدسية تمنع كل الأيام .. وكل التوالي .. وكل القادم ..
من المساس بها ..
وهيبة تعجز فكرة المضي قدما .. والتفاؤل بالاتي من أن تكون مقنعة ..
فتش معي داخلك… عن نشوة الإحساس الأول .. ورائحة المرة الأولى التي لا تزال تعتق الكثير من ذاكرتك ..
اطبق فمك … واستعد قليلا من مرارة صدمتك القديمة ..
تلك الصفعة الأولى .. التي طبعت بها الحياة اصابعها على خد آمالك الحالمة ..
لست وحدك …….. فحتى التاريخ لا يكل من الاحتفاء بالمرات الاولى في ايامه وأعوامه ..
اللحظات التي خرجت فيها اكتشافات للمرة الاولى في الحياة .. والمرات الاولى التي كشف فيها الكون عن احد أسراره للبشرية ……..
وكالتاريخ أنت …. معبأٌ بتلك اللحظات …
تذكرها جيدا … وتقفز أمامك غير مبالية بتقدم السنوات او طي الزمان ..
هي تحتلك … بنشوتها وكثافتها والوانها الفاقعة ونيرانها الصاخبة وبأدق أدق تفاصيلها ….
ولكنها تخبرك في كل مرة .. ان منحنى الحياة في انهيار ..
تقف على كل البوابات .. لتشير إلى أماكن النقص في الفرص الجديدة .. وتخبر كل القادم انه سيئٌ مثلها إن كانت سيئة .. أو أنه أقل و أبهت إن كانت جميلة ..
وكعادتي للتحيز للهامش والمنسي .. لن ازيد حرفا واحدا في وصف المرات الأولى ..
فلا حاجة للتفاصيل فيما اتفق عليه ………
هذه الكلمات للمرافعة عن المرات الثانية …..
للتعامل مع حقيقة أن الأحلام تتحطم …
والأيام تمضي … والفرص تتوالى … فنحن مجبورون على التعامل مع الكثير من المرات الثانية في حياتنا ..
امر الحياة يقتضي أن نبدأ من جديد في كل مرة …
أن نترك الأبواب مشرعة .. وأن تستمر الحياة ..
أنا هنا للمرافعة عن اللاحقين الذين اغلقنا الباب في وجههم … وأخذناهم بجريرة من سبق … للدفاع عن الدروب الجديدة الخالية … تلك التي آثرنا عدم السير فيها بادعاء ان النهاية واحدة …
تَعَلُّم التعامل مع المرات الثانية هو كلمة السر ..
والعصا السحرية .. التي ستجعل للأيام لون ..
وللصباحات طعم .. وللترقب معنى .
بعد عمرٍ معين .. يغدو من الصعب جدا الدخول في علاقات جديدة .. فتُجمَّد خانات الصداقه .. ويزداد عداد المعارف ..
نكون عندها في رأيي .. أشد صلابة من أن نتشكل في قوالب حيادية جديدة .. وبطاقة اقل لشرح الذات و التعريف عن النفس .. ووقت اضيق لصنع الذكريات والمواقف الخالدة.
هذه الفكرة تجعلنا نحتفي بالنوادر التي تحدث عندما نحب شخصا ما … او نمد جذور صداقة جديدة و حقيقية في منتصف العقد الرابع وما بعده .. هذه العلاقات المتأخرة والنادرة من أكثر الأشياء الصحيحة والمناسبة التي حدثت في حياتك …
أسوأ ما تفعله من المرات الأولى بعد مُضِيِّها ..
هو أن تجعل كل شيء قادم تحت مسمى العادي المتكررة وتسلبك حقك في الدهشة .. إحدى الخسائر التي تستحق أن نبكي عليها بشدة .. هي أن تفقد قدرتك على الإندهاش كإنسان .. أن تسيطر عليك فكرة الا جديد .. ولا مثير ..
وتفقد الأشياء مهارتها في العَبَث في أوتار اعتيادك ..
فبرغم براعتها تُصدر نشازاً .. وتضل طريق اعزوفة دهشتك
المريب يا صديقي أن تفرط في الاعتياد ….
وتُصدر ذات ردات الفعل مع اختلاف الأحداث من حولك الا تأبه بمعلومة جديدة .. ولا يستدعي فضولك إضافة أو نقص .. الا تلاحظ لمن حضر .. ولا تبالي بما يفعلون لأجلك ان تمضي الأيام .. وعينيك لم تتسع ..
وان تناسينا دهشتك بما حولك .. يبقى الأَمَر وما لا ينسى أن تفقد دهشتك بذاتك وانت تتغير يوما بعد يوم ..
فترى نفسك تهوي ولا ناقوس خطر يقرع .. أو ترى نفسك تعلو ولا ضجيج تصفيق يرتفع ….
أدرك أن حلاوة الأحداث تضيع وسط مرارات الحياة ..
بذات الطريقة التي تمنح بها حبيبات سكر صغيرة نفسها لكوب قهوة محترق البن .. فيأبى إلا أن يكون مرا..
ولكن يبقى السر في عمق تذوقك ….
إمضغ الأشياء متأنيا .. واغرق اللحظات بلعاب التأمل .. حتماً … سيأتيك ملمحٌ بعيد لجديد ..
وخيط ضوء رفيع من تغيير .. يكسر ظلمات الرتابة .
جرب طرقات جديدة عند العودة للمنزل ..
وتعرف على قطط تلك الازقة ..
غير عبارات الترحيب المعتاده لديك ..
اصنع من نفسك غريبا ..
وتطفل على أماكن لا تنتمي إليها ……..
أيقظ ذلك الطفل الشغوف بداخلك …
من كانت ترعبه اصوات الطائرات ..
ويضحك من مداعبات الكبار الساذجة ..
ويرى في المطر … انسب إيقاع للرقص ..
لا تعدد الاعتياد … وانصف ما في فنجانك من سكر .
استطيع أن امنح ثقتي بقدر اكبر للحب الذي يأتي متأخراً بعد أن مرت سنوات من العمر خالة إلا من العمل والأصدقاء … الشخص الذي يستطيع أن يلفت نظرك وانت في ازدحام متطلبات منتصف عقدك الرابع ..
يكون على الأرجح انه خيار صعب وصائب ..
وسط وفرة الأخطاء ………
أن يأتي الحب الحقيقي متأخرا .. يعني إنك اجتزت في فترة انتظارك لقدومه الكثير من التجارب الفاشلة ..
وحشوداً من الأشخاص الخاطئين .. وربما باغتك خريف الخذلان بصعقة وعلم الحظ على خدك من تكرار الصفات
ففكرة أن تنتبه لوجود الحب من الأساس .. تعني انه سحر الشخص الذي أمامك أقوى من سكون قلبك الميت .. ومجرد التفكير في فتح باب قلبك من جديد يعني أن الطريق مختلف ..
اشعر دائما أن تجاربنا غير الموفقة في الحب ليست إلا غربالا يعزل الأنسب عن غيره …..
طريقة قاسية ومؤلمة .. لكنها دقيقة لاستبعاد الاحتمالات وظنون الحب فتصل بنا في النهاية إلى يقين شخص واحد
تعاهد السابقون على أن يُظلموا قلبك ليتألق نجمَهُم فيه
لا أؤمن بقداسة الحب الاول .. المقدس في أمر العلاقات هو قلبك أنت …..
من صانه وأعانه ومنحه وأمانه … لن يضيع يوما في دهاليز النسيان حتى لو أتى منها …
لم يكن الأمر سهلا عليهم أن يقفوا يلوحوا لك و تراهم في وسط كل هذا الحطام الذي فيك وحولك ..
فانتبه الحب وبرغم سطوته خجول .. لا يعلن عن قدومه بل يتسلل خفية حتى ولو ما بين شقوق خيباتك القديمة .
مرة تلو الأخرى … تعلم النهوض من جديد
صُغ كل فلسفات لتقنع نفسك أن الحياة لا تتوقف عند احد والقصة لا تنتهي عنده تجربة …
تعلم تحويل ما حسبته خط نهاية إلى محطة ..
وما خلته انه غاية الرحلة إلى عثرة ستصلح المسير ..
وعلى كل حال لا تتوقف عن خوض المرات الثانية .
اعرف اسمك …وانا على يقين بما تشعر
لكني ادهشك باسمي
فانا المرات الثانية فلا تتوقف عن خوضها معي .