وزارة التربية والتعليم بين الإخفاق والتميز
زكريا النوايسة
09-01-2011 04:14 PM
وزارة التربية والتعليم بين الإخفاق والتميز (مدرسة مؤتة الأساسية الأولى/المزار الجنوبي ومدرسة الحسين بن علي /العقبة ) نموذجا
إن الحديث عن العملية التربوية وما يواجهها من إخفاقات يُعدّ عملا شائكا يخشى الإنسان المجازفة بالدخول إلى دهاليزها خوفا من أن تفضي به إلى تيه يتلوه تيه،ومع كل هذا وبالرغم من الشعور الذي يغلفه الكثير من اليأس تأتي إشارات تحمل في طياتها وجها آخر غير الوجه الذي ألفناه لحالة تربوية تقليدية بينها وبين المستقبل بما يحمله من حداثة عداوة مستحكمة.
فإذا رأى البعض أن الإهمال لا يمد جذوره في أروقة الوزارة فكيف سنفسر ونبرر أن يبقى صف دراسي بلا معلم للغة الانجليزية منذ بداية الفصل الدراسي في مدرسة تحمل هذا لاسم المكـرم وفـي مدينـة أُوكل لهـا أن تصنع الحلم الأردني الكبير ؟!وهي ليست حالة منعزلة بل نرى ما يماثلها في مناطق عديدة من المملكة وبهذا يحق لنا التساؤل أليس أجدى أن تنزل هذه الوزارة بمخططيها ومنظّريها إلى الميدان نزولا حقيقيا لا نزولا استعراضيا كرنفاليا للوقوف بأمانة على ما يواجه عمليتنا التربوية من عفن وفساد وتخريب؟ بدلا من الحديث عن انجازات الوزارة وبطولاتها التي بان عيبها في العديد من المناسبات.
إن الأمانة الوطنية تفرض على الوزارة أن تبرّ بقسمها بتوفير الحد الأدنى على الأقل من الاهتمام والمتابعة للنهوض من كبواتها المتكررة لتثير بعض الشعور بأنها معنية بالشأن التربوي والتعليمي وأنها ليست وزارة كرنفالية تكتفي من دنياها بالظهور بوجه مزركش بأصباغ زائفة.
وبعيداً عن هذه الحالة الشوهاء نقف عند محاولات طيبة ورائعة من بعض المدارس للخروج من الثوب التربوي النمطي والحديث المكرور إلى فضاء أكثر رحابة وحتما سيُنظر لهذا الجهد على أنه الوجه الحقيقي لوزارة اؤتمنت على ثقافة الأمة من خلال تعليم وتربية النشء الجديد بما يرضي الله ويحفظ للوطن هيبته.
فقيام مدرسة مؤتة الأساسية الأولى بعقد عدد من ورشات العمل والنشاطات التربوية وآخرها ورشة عمل حول (كيفية تطبيق مقياس كونرز لتقدير اضطراب قصور الانتباه والنشاط لدى الطلبة من قبل المعلم ) وهو الخبر الذي قرأته في صحيفة الدستور في عددها الصادر بتاريخ28/12/2010 يعتبر جهدا تربويا راقيا واستشرافا واعيا لواقع جديد نأمل أن يفلت من شباك الوزارة وفلسفاتها التي أورثتنا السقوط في نتائج التوجيهي ذات سنة وأدخلتنا في مستنقع تسريب أسئلة الامتحانات في سنة ثانية وغير ذلك من السقطات والكبوات.
ويبقى السؤال دائما أين ترى الوزارة نفسها؟ أترضى أن تدور في فلك الإخفاق -وهي أحد صنّاعه- من خلال مدرسة أصبحت تدور خارج منظومة العمل التربوي أم ستُدخل نفسها في جراحة قاسية ومراجعة حقيقية لواقعها التعليمي والتربوي لتختار في النهاية التميز والإبداع كما أرادته تربية المزار الجنوبي وصنعته وصاغت معادلته بمهنية عالية مدرسة مؤتة الأساسية الأولى؟ وهنا يكمن التحدي.
Z_nawaiseh@yahoo.com