في خطوة يمكن اعتبارها تحديا مباشرا لتويتر، أطلقت ميتا منصة وسائط اجتماعية جديدة تسمى “ثريدز" "Threads"، يتيح التطبيق المرتبط بانستغرام للمستخدمين مشاركة مقتطفات قصيرة من النصوص والصور ومقاطع الفيديو مع متابعيهم، تم الإشادة بـ ثريدز لواجهتها البسيطة وتركيزها على المجتمعات المتماسكة، ومع ذلك، جادل بعض النقاد بأن التطبيق مشابه جدا لتويتر ويفتقر إلى أي ميزات مبتكرة حقا هنا أقف في الصف المؤيد لمنصة ثريدز لأسباب عديدة.

انتقد الرئيس التنفيذي لشركة تويتر إيلون ماسك بشكل خاص ثريدز، واصفا إياها بأنها "سرقة". في تغريدة، قال ماسك إن ثريدز كان "مجرد نسخة أسوأ من تويتر" وأنه "من الواضح أن ميتا تنسخنا".

تشير تعليقات ماسك إلى "الأنا" التي أصبحت تحدد تويتر تحت قيادته. أظهر ماسك مرارا وتكرارا أنه غير مستعد لقبول أي انتقاد لتويتر، حتى لو كان بناء. وقد أدت هذه الأنا إلى عدد من المشاكل في تويتر، بما في ذلك انتشار المعلومات الخاطئة ومضايقة المستخدمين للمنصة.

ثريدز، من ناحية أخرى، هي منصة مصممة لتكون أكثر حميمية وشخصية من تويتر، يمكن أن يساعد تركيز التطبيق على المجتمعات المتماسكة في معالجة بعض المشكلات التي ابتليت بها تويتر بسبب غرور ماسك.

على سبيل المثال، يمكن أن تساعد ثريدز في الحد من انتشار المعلومات الخاطئة من خلال تسهيل قيام المستخدمين بالتحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تركيز التطبيق على خصوصية الاتصالات الشخصية عن طريق الرسائل في تقليل مقدار المضايقات التي تحدث على تويتر.

إذا تمكنت ثريدز من التغلب على عيوبها البسيطة مثل السماح للمستخدمين بحرية تغيير المعلومات الخاصة بهم من ملف شخصي او اسم المستخدم عوضا عن استيرادهم من انستغرام وبعض العيوب الأخرى مثل في واجهة "Home” والتي اعتقد اننا لن نمسي بضع ليالي الا وقد أصدرت ميتا تحديثا للتطبيق، فقد يكون ذلك تحديا حقيقيا لهيمنة تويتر في مشهد وسائل التواصل الاجتماعي، وسيكون تغييرا مرحبا به أن نرى منصة غير مصممة لتلبية غرور رئيسها التنفيذي.

أعتقد أن ثريدز هو تطبيق مصمم جيدا ولديه الكثير من الإمكانات، ومع ذلك، أتفق مع إيلون ماسك على أنه مشابه جدا لمنصة تويتر.

ولكي ينجح ثريدز سيحتاج إلى إيجاد طريقة لتمييز نفسها عن تويتر وتقديم شيء فريد حقا بعض الأكشن مطلوب، برأي إضافة خاصية الكتابة بإستخدام الذكاء الاصطناعي مثل خاصية تحويل الصوت الى نص او قراءة الصور وكتابة تعليق مناسب لها او تحويل مجموعة من الثريدز الى فيديو وتضمين لقطات مناسبة له.

أعتقد أن ثريدز يمكن أن يكون تطبيقا ناجحا إذا ركز على كونه منصة أكثر شخصية من تويتر. يمكن أن تكون المواضيع مكانا للمستخدمين لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم مع مجموعة مقربة من الأصدقاء والمتابعين وستصبح منصة مرغوبة أكثر لوكالات الانباء والاخبار وأصحاب الاعمال الصغيرة والمتوسطة خصوصا إذا سمح دمج حساب الإعلانات فيها ودمجه مع حساب إعلانات ميتا.

اعتقد أن ثريدز سينجح وبوقت قصير لأسباب كثيرة سأذكر أهمها:

1. التركيز على المجتمعات المتماسكة:
تم تصميم ثريدز لتكون منصة أكثر حميمية وشخصية من تويتر، يشير تركيز التطبيق على المجتمعات المتماسكة إلى أنها مصممه لتكون مكانا للمستخدمين لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم مع مجموعة قريبة من الأصدقاء والمتابعين وهذا ما قد فعلته ميتا فعلا، اذ ضمنت خاصية مؤقتة في انستغرام يوضع وسام تحت اسم المستخدم في الشاشة الرئيسية تسمح لمتابعين انستغرام والذين قاموا بتنصيب تطبيق ثريدز وتوجيهم الى حساب الشخص مباشرة في ثريدز والعكس صحيح. قد تكون هذه الخاصية نقطة جذب رئيسية للمستخدمين الذين يبحثون عن تجربة وسائط اجتماعية أكثر حميمية وسهلة واعتقد ان سبب نجاحها في استقطاب أكثر من 10 مليون مستخدم في يوم كان هذا السبب.

2. تصميم بواجهة بسيطة:
صممت ثريدز بواجهة بسيطة وسهلة الاستخدام، هذا يمكن أن تجعلها في متناول المستخدمين الذين ليسوا على دراية بمنصات الوسائط الاجتماعية الأخرى.

3. متكامل ومتوافق ومربوط مع انستغرام:
تم دمج ثريدز مع انستغرام، مما تمنحه جمهورا مدمجا، يمكن أن يساعد هذا ثريدز على اكتساب قوة جذب بسرعة أكبر من منصات الوسائط الاجتماعية الجديدة الأخرى اذ ان عملية انشاء حساب على ثريدز لا تتجاوز الدقيقة فعليا.

4. ميزات الخصوصية:
يوفر تطبيق ثريدز عددا من ميزات الخصوصية والتي اعتقد انها رائعة ومحسنة، مثل القدرة على اختيار من يمكنه رؤية مشاركاتك ومن يمكنه إرسال رسائل إليك، اعتقد ان هذه الخاصية ستحظى بإعجاب الكثير من المستخدمين الذين يشعرون بالقلق إزاء خصوصيتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

بالطبع، ليس هناك ما يضمن نجاح ثريدز. الا أن التطبيق يحتوي على عدد من العوامل التي تعمل لصالحه. إذا تمكنت ثريدز من تنفيذ استراتيجيتها والوفاء بوعدها بتجربة وسائط اجتماعية أكثر حميمية وشخصية، فقد تكون لاعبا رئيسيا في مشهد وسائل التواصل الاجتماعي.

فيما يلي بعض الأسباب الإضافية التي تجعل ثريدز أكثر نجاحا:
1. التوقيت: تم إطلاق ثريدز في وقت يواجه فيه تويتر عددا من التحديات، بما في ذلك انخفاض نمو المستخدمين وزيادة المنافسة من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. هذا يمكن أن يعطي ثريدز فرصة للاستفادة من نقاط ضعف تويتر.

2. التسويق: تتمتع ميتا بسجل حافل في تسويق منتجاتها وخدماتها. يمكن أن يساعد هذا ثريدز في الوصول إلى جمهور أوسع واكتساب قوة جذب بسرعة أكبر.

3. الابتكار: تعمل ميتا باستمرار على الابتكار وإضافة ميزات جديدة إلى منتجاتها، يمكن أن يساعد هذا ثريدز على البقاء في صدارة المنافسة وتقديم تجربة أكثر إقناعا للمستخدمين من يعلم ماذا ينتظرنا من ميتا؟، ماذا عن خاصية تحول مجموعة من المواضيع "Threads” الى فيديو باستخدام خاصية الذكاء الاجتماعي؟ .

في النهاية، سيعتمد نجاح تطبيق ثريدز على مدى قدرته على جذب المستخدمين إذا تمكنت منصة ثريدز من إيجاد طريقة لتمييز نفسها عن تويتر وتقديم شيء فريد حقا، فقد تكون قوة لا يستهان بها، ومع ذلك، أعتقد أيضا أن ثريدز هي علامة على المنافسة المتزايدة التي يواجها تويتر، مع ظهور المزيد والمزيد من منصات التواصل الاجتماعي، سيحتاج تويتر إلى إيجاد طرق للابتكار وتمييز نفسه إذا كان يريد أن يبقى في المنافسة او على الساحة اقصد على السحب المحوسبة.