منذ مجيء زكي بني أرشيد الى رئاسة حزب جبهة العمل الاسلامي والإخفاق السياسي لم يفارق هذا الحزب لا بل انه أصبح صفة ملازمة له ، فالحزب ما انفك يخرج من أزمة سياسية حتى يدخل في أخرى.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلت من قبل عدد من رموز الاخوان وحزبهم في سبيل الإطاحة ببني أرشيد من رئاسة الحزب الا ان هذا الشخص ما زال متربعا على سدته وما زال قادرا على افتعال الأزمات للإخوان وحزبهم ومازال ماضيا في هدم ما بني خلال السنوات الماضية من علاقة مع مؤسسة الحكم ومؤسسات الدولة .
فبني أرشيد الذي عرف موظفا في شركة الاسمنت الأبيض كان قد تقلد منصب رئيس فرع حزب الجبهة في الزرقاء ثم انتقل فجأة من الصفوف الخلفية الى الصف الاول لا بل انه أصبح الرجل الاول في الصف الاول دون ان يكون مهيأ لذلك وكان الرجل أراد ان يغطي على عدم كفاءته وقدرته على إدارة اكبر حزب في الاردن بصنع الأزمات مع الحكومة ، ومبدأ صنع الأزمات كما هو معروف مبدأ ليس جديد ومبتكر والكثير من العاملين في حقل السياسية يعرفونه .
وقد عرفت بني أرشيد على المستوى الشخصي عندما كان رئيسا لفرع الحزب في الزرقاء وكنت عضوا في ذلك الفرع وقدمت العديد من الملاحظات وقتها على ادائة ولكنه لم يتقبل ذلك النقد البناء ، وفي عهده (رئيسا لفرع الزرقاء) انخفض عدد أعضاء الفرع المسددين لاشتراكاتهم الى 27 وكم من المرات اجرى انتخابات للهيئة الإدارية للفرع بحضور ثلاثة أشخاص أو أربعة باستثناء أعضاء الهيئة الإدارية طبعا وكم من المرات دخل في صراعات مع النواب وكم من المرات سمعت النائب ابراهيم المشوخي شاكيا باكيا من تصرفاته ومنتقدا سلوكه وتعامله مع الاخرين فما يمارسه من سلوك اليوم سواء مع أحزاب المعارضة أو مع اخوانه في الجماعة إلام التي تعتبر حزب الجبهة احد أقسامها ليس جديدا بالنسبة للرجل الذي استطاع خلال رئاسته لفرع الزرقاء تنويم الفرع والدخول في صراعات عديده مع النواب وغير النواب حتى ان قيم الحزب آنذاك لم يسلم منه .
لقد أجاد صنع الأزمات وتازيم المواقف وخلق القضايا ليشتغل بها بدلا من يصنع إستراتجية لتفعيل الحزب وتحويله لمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني.
انه زكي بني أرشيد الذي أصبح بين عشية وضحاها أمينا عاما لحزب جبهة العمل الاسلامي فاشتغل الاخوان في أمره بدلا من ان ينشغلوا في أمور اكثر أهمية فلا تخلو جلسة تنظيمية أو جانبية من جلسات "الكولسه " الا وترى الاخوان وقيادتهم يفكرون في الطريقة المناسبة لإزاحة بني أرشيد من رئاسة الحزب لكنهم في كل مره يفشلون وكان بني الرشيد القادم من الاسمنت الأبيض يمتلك قوة كقوة الاسمنت .
ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا لماذا لا يستقبل بني أرشيد بعد ان فشلت محاولات إقالته العديده أم انه ينتظر ان يخسر الاخوان ما صنعوه خلال العقود الماضية و لماذا لا يكون هناك تقيم موضوعي لتجريه هذه الشخص يتم من خلالها دراسة مكاسب الحزب وخسائره أبان فترة بني أرشيد ؟