العالم مطالب بالانحياز لقيم العدالة وحق الحياة
علي السنيد
06-07-2023 02:06 PM
استمرار الاحتلال الصهيوني، وتواصل العدوان على الفلسطينين العزل، والذي لم يستثن تاريخياً مدينة او قرية من شروره يمثل احدى اكثر المحطات ايلاماً في ذاكرة البشرية.
وهو يعبر عن تناقض صارخ مع قيم المجتمع الدولي، ومع المستوى الإنساني الذي بلغته البشرية، وخاصة في هذا العصر الذي ارتقت فيه العلاقات بين الشعوب والأمم في اطار المنظومة الدولية، وتم الحد فيه من نزعة الصراعات، والحروب، وجرى التوافق على اليات دولية لحماية السلم، والامن الدوليين .
وبدا ان الاحتلال يمثل ضرباً من الانحطاط والتخلف، ويحاكي نزعات التطرف والغلو ، والدوافع الوحشية التي سادت في الزمن الغابر من التاريخ.
واظن ان البشر، وكل انسان في هذا العالم لا بد لهم من ان يشعروا بالخجل من تواصل الاحتلال الاسرائيلي بكل هذه الهمجية، والغدر، والذي لم يكتف بكونه يمثل احتلالاً بغيضا لوطن الغير، ويمنع شعبا من حقه في وطنه، ويفقد أبناءه حقهم في الحياة ، ويقتلهم بدم بارد، ويشتتهم منذ نحو قرن، وانما بات ينحدر بالسلوك البشري الى ممارسات بربرية لا ترحم حتى النساء والأطفال من حقدها، ونزعة الجريمة الكامنة فيه.
وكل شعوب العالم اليوم تشهد هذه الصورة البشعة للاحتلال الصهيوني، والثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني المعذب من اجل حريته، واستقلاله الوطني، وهي مطالبة بدواعي أخلاقية صرفة بالانحياز للإنسانية، ولقيم الحياة الحرة الكريمة، وذلك بإدانة الممارسات الصهيونية، ووقف كافة اشكال الدعم لهذا الكيان الاحتلالي الخارج على قيم البشر وحضارتهم .
والدول التي تصمت على همجية الاحتلال هي عمليا تضع نفسها في خانة الدول الداعمة للإرهاب، وتعصف بكل ادعاءات الديموقراطية، والحضارة، وحقوق الانسان ، وتحولها الى مجرد منظومة ادعاءات، ووهم يتم تمريره على دول العالم الثالث .
وعلى المنظمات الدولية ذات الأهداف الإنسانية ، وتلك المعنية بالقانون الدولي، ومنظومة حقوق الانسان العالمية، وهيئات الصحافة، والاعلام في كل دول العالم ان تتصدى لمسؤولياتها ، وتقوم بدوها الذي تقتضيه في الدفاع عن القيم الانسانية. وعلينا ان نحسن مخاطبتها كعرب بقضايانا العادلة.
واعتقد ان مثقفي العالم، والمفكرين، والمستنيرين ، والفنانين، والعلماء، ورجال الاعلام يقع عليهم واجب انساني كبير يتمثل في فضح الاحتلال الصهيوني ، ونزع الصفة الإنسانية عنه في هذا الزمن الذي تقدمت فيه كافة أوجه الحياة، والذي ظهر في سلوكه الاجرامي بمثل هذه البشاعة ، وعليهم ان يدينوا الاحتلال الغاشم، ويمارسوا اشد الضغوطات لردعه، ووقف عنجهيته، ويساندوا حق الفلسطينيين في التحرر الوطني.
ونحن كأمة تتعرض للظلم، والعدوان لن تنال منا همجية الاحتلال، وتطرفه، وسنظل متمسكين بحقوقنا التاريخية في بلادنا ، ومقدساتنا ، وحقنا في السيادة، والكرامة على كامل ارضنا العربية.