كأيِّ ابنٍ من أبناء مدينة السلط يقفُ مستذكراً سيرةَ الراحل مروان الحمود، يجدُ المرءُ نفسه أمام إرثٍ كبير وسيرةٍ جليلةٍ تظهر فيها بوضوح تلك القيم التي آمن بها ابو العبد وعبر عنها طيلة عمره.
لقد كان رحمه الله مؤمناً بأن الناس (كل الناس) جديرون بالاحترام، هم كذلك مهما اختلفت مشاربهم وقبائلهم وأديانهم ولم يكن في ممارسته الاجتماعية إلا منسجماً مع هذا المبدأ الراسخ الثابت.
كان الجميع لديه ومن أين ما أتوا، حضراً وريفاً وباديةً، لا بل وعرباً واجانب، كلهم يستحقون حقوقهم.
لقد كانت هذه القيمةُ الاجتماعيةُ المتمثلةُ في المساواةٍ والتساوي في الحقوق والواجبات، سمةً واضحة المعالم في فكره وسيرته و مواقفه، وكانت على الدوام اساساً حاضراً يبني عليه كلَ ما يتناوله، لا بل كان يقف محتفظاً بمسافةٍ عن اي طرحٍ لا يضع احترامَ الناس كأساسٍ مطلوب يُبنى عليه ولا يُبنى بدونه .
ويجد الناظرُ كلما استعرضَ شريطَ الايام والاحداث سمةً اخرى قد شكلت مع تلك الاولى ثنائيةً حاضرةً دائماً في سيرته وعلى اختلاف الزمان والمكان.
"إنّ الحكمةَ ضالةُ المؤمن، أينما وجدها التقطها" و "إن الله رفيق يحب الرفق " ولقد كانت الحكمةُ والرويةُ دون أدنى شك طابعًا غالباً على كل مقارباته واختياراته رحمه الله.
ولعل الذين عرفوه عن قرب ليجدون أنه لم يكن ليمثّل دوراً أكثر مما مثّل كخازنٍ للحكمة وباحث عنها على الدوام.
لقد شكلت هاتان القيمتان، الاحترامُ للجميع والحكمةُ اينما وجدت، معلمين اساسيين لا يمكن ان يبتعدَ عنهما في أي حالٍ من الاحوال و مهما اختلفت الظروف والاماكن.
رحم الله فقيدنا الكبير، وما لنا الا ان ندعو الله (جل في عليائه) ان يرحمه بواسع رحمته وان يوفق خلفه الأصيل ابو مروان وان يعينه للحفاظ على ارثه الطيب، انه على كل شيءٍ قدير .