المياه وآفاق الاستثمار في الأردنالمهندس إياد الدحيات
05-07-2023 01:27 PM
يعتبر الأمن المائي في الأردن من المحاور الاستراتيجية الرئيسية التي تعمل على استدامة الحياة المعيشية للمواطنين وزيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل من خلال توفير المياه لكافة الاستخدامات المنزلية والاستثمارات الزراعية والسياحية والصناعية. ومن هنا جاء حرص واهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني (حفظه الله ورعاه) التوجيه بإعداد استراتيجيات لتحقيق الأمن المائي و التوجيه في طرح الحلول غير التقليدية لزيادة المياه المتوفرة للاستخدامات المنزلية ولدفع عجلة النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل للشباب. وتعتبر المياه قوة دافعة للنمو الاقتصادي، وذلك بدءاً من استخراجها من منابعها، ومروراً بشتى أشكال استخدامها، وحتى رجوعها إلى الطبيعة.
وفي هذا المقال سيتم التطرق إلى مجموعة من أفكار المشاريع الريادية والفرص الاستثمارية في القطاعات الزراعية والسياحية التي تعتمد على استغلال المياه بعيداً عن مصادرها التقليدية وتساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
ولقد أشارت رؤية التحديث الاقتصادي إلى جعل المملكة مقصداً رئيسياً للسياحة لاسيما السياحة العلاجية والاستشفائية، حيث تنبع في المملكة كثير من الينابيع والمعدنية الحارة التي تصل حرارتها إلى 64 درجة مئوية وتنساب في مجاري الأنهر والأودية لتصب أخيراً في البحر الميت.
تقدّم هذه الينابيع والمياه المعدنية أنشطة علاجية خصيصاً في مناطق حمامات ماعين وزارا، والحمة الأردنية ووادي العرب، وادي الحسا ووادي عفرا وغيرها، والتي أصبحت منتشرة على نطاق واسع. ولعل الخطوة القادمة تكمن في تحديث دراسات تقييم مصادر مياه الينابيع والمعدنية الحارة لبعض المناطق المختارة وعمل خريطة لهذه المياه للاستفادة منها في التنمية والاستثمار وتعظيم الفائدة كونها احدى الركائز المهمة التي ستساعد في تطوير الاقتصاد خلال الفترة المقبلة، وتساهم في إنشاء "مدن ومنتجعات معدنية" في المناطق الغير المستغلة منها. وتأتي أودية الاردن وسدودها لتشكل نظاماً بيئياً فريداً يتميز بالتنوع والثراء الطبيعي، وتشكل السدود إحدى أبرز وجهات السياحة الداخلية حيث يقصدها الكثيرون للاستمتاع بجمال الطبيعة والهواء العليل المنعش والمناظر الخلابة التي تحيط بها.
وتعد سدود الملك طلال و الوالة وكفرنجة من أشهر السدود التي يرتادها الكثير من المواطنين لغاية الاستكشاف والاستجمام بتجمعات المياه أثناء هطول الأمطار وغيرها وتعد من أهم نقاط الجذب السياحي. ومن الضروري إعداد الدراسات حول كيفية استثمار محيط هذه السدود كمقاصد للسياحة الداخلية والخارجية من خلال إنشاء مشاريع سياحية مع الحفاظ على حرم السدود ضمن القوانين النافذة.
هنالك حاجة إلى إنشاء مشاريع سياحية حول السدود لما ستحققه من فوائد جمّة، وفي مقدمتها استمرار الوعي بأهمية السدود في المساهمة بحل المشكلة المائية، إلى جانب تنشيط السياحة الداخلية والخارجية باعتبارها عنصراً مهماً من عناصر تنويع الدخل الوطني الذي بات عنواناً للعمل الوطني في المرحلة الحالية والسنوات المقبلة، إضافة لذلك، وللوصول إلى تطوير وتعزيز السياحة المائية، ينبغي وضع خطط خاصة بالسدود لتحقيق الاستفادة المثلى من كميات المياه المحتجزة فيها وتطوير مرافقها السياحية لتوجيه الاستثمار السياحي فيها بما يحقق أهداف التنمية، لتكون وسيلة لكسب العيش للعمالة الوطنية بما توفره لها من وظائف وأعمال وفرص استثمار في هذا المجال. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة