ما دخلتُ على مجتمع ما إلا وأفسدته وما تجوّلتُ في دهاليز مؤسسة ما إلاّ ضاع كل شيء فيها وما تعامل معي الأفراد إلاّ وهلكوا ….
أنا داء عضال وأنا مفسدة ومهلكة كبيرة وأنا استنزف أموالا وأنا أدمّر المبادئ وأقضي على الأخلاق والقيم وأنا إن دخلت في أي مكان خرجت منه الأمانة …
نعم خرجت منه الأمانة وأنا صورة قبيحة من صور الفساد وإن اختلفت مستوياتي والمرجو من ورائي انا قريبة من النفس الرديئة المنحطة أنا همي الأول والأخير جمع المال والاستزادة منه أنا نافذة قبيحة المنظر من كثرة الأوساخ عليها أنا جرثومة كل انحراف وسقوط وانحدار أنا أُدّنس كل مساحة أتيت عليها أنا احمل الفوضى في أي مجتمع أنا موت الضمائر والسقوط في الهاوية أنا حبل من حبائل الشيطان ولا يتبعني إلاّ الإنسان أنا قبيح ما أتى به هذا الزمان ….
في أن فئة من الناس خلعوا الأمانة وجردوها من مساحات الحياة وصنعوا لي أسماء وتفننوا في رسمي إنه الخذلان والضياع! نسأل الله تعالى السلامة …
فكم من حق أضعته ….! وكم من حق أزحته عن طريق الغير …! وكم من حق سلبته وأعطيته لاخر لا يستحقه ….!
وكم وكم أَنهلكُ وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثُرَ الخَبَثُ". إنها القيمة المستقبحة وكل من يجري وراءها ويروّج لها ويتعاطاها!. إنها المال الباطل.
فكم نحن بحاجة إلى دعوة إلى طرد هذه القيمة من مساحات الحياة ………! وتعظيم قيمة وخلق الأمانة في هذا الزمن وإنها من جميل الصفات التي يحملها الفرد والمجتمع …. فالأمانة تحمي الجميع وترسم لنا خريطة الطريق في ميادين الحياة بالمنهج الرباني الخالد .
فهلا أتينا عليها في جميع تعاملاتنا وأبعدنا كل محسوبية وشللية عن طريق حركة حياتنا لنحيا حياة الكرام والإنصاف والعدل ……..!!!!
((وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)).!