نتنياهو لن يتوقف عن ضرب المصالح الأردنية
نبيل غيشان
04-07-2023 01:35 PM
الصراع مع دولة الاحتلال لن ينتهي او يتوقف إلا بجلاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وبخلاف ذلك فان الحكومة العنصرية والفاشية بقيادة نتنياهو ستبقى على صدام دائم مع الدولة والنظام الأردني لأنها تعرف تماما أن عمان هي شوكة تعيق استكمال مشروعه التصفوي للقضية الفلسطينية.
نتنياهو يعلن بأنه بصدد إنهاء فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة عبر إنكار الوجود والهوية الفلسطينية، وبالتالي يخطط لإعادة احتلال الضفة الغربية وضم الأغوار، وهو يلجأ باستمرار الى بث الإشاعات وخلط الأوراق في الأوساط العربية وكان آخرها ما صدر عن مكتبه من وصف للوجود الأردني في الضفة الغربية قبل عام 1967 ب "الاحتلال غير الشرعي وغير القانوني".
وفي نفس الوقت تبث الماكينة الإعلامية الفاشية المتطرفة في إسرائيل خبرا يقول أن الحكومة اليمينية قد أبلغت عمان والقاهرة بنيتها مهاجمة مخيم جنين وكأنها تريد أن تقول في لحظة الهجوم الإرهابي الإسرائيلي أن عمان والقاهرة وحتى السلطة الفلسطينية موافقون على ما يجري في جنين.
انه الخبث والدهاء الذي يتصف به نتنياهو ائتلافه اليميني المتطرف، أليس هو من أرسل مفاوضيه الى شرم الشيخ والعقبة ووقع على تفاهمات أمنية مع السلطة الفلسطينية بوقف الاستيطان وتحسين ظروف الفلسطينيين تحت الاحتلال من اجل الذهاب الى التهدئة، لكنه أنكرها ولم يحترم كلمة واحدة مما وقع عليه؟
إن الحكومة الإسرائيلية النازية تريد حسم الصراع وسحبه من التداول، فهي لم تعد تطيق حتى كلمة (احتلال) على أفعالها في الأراضي الفلسطينية لذلك تعمل على إنهاء الوضع القائم (الستاتيكو) في القدس والضفة الغربية وهذا يتم عبر التحرش الدائم في الوصاية الهاشمية من اجل إنهائها واستبدالها بسلطة الأمر الواقع من الاحتلال.
لذا لا يعجب نتنياهو إصرار الأردن الدائم على حل الدولتين والتحذير من انهيار الوضع القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل وتقويض السلطة الفلسطينية وضرب الأمل بجلاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
ان العدوان الصهيوني على مخيم جنين هو جزء من مخطط اليمين الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء كل أشكال المقاومة وتهجير الفلسطينيين، التي ما زالت تذكر العالم بجرائم الاحتلال وتعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
بكل وضوح إن نتنياهو يعتبر الأردن قبل السلطة الفلسطينية يلعب دورا في إعاقة حسم الصراع ويقاوم مخططات حكومته في فرض الأمر الواقع ويؤذي بمواقفه علاقاته الدولية وعمليات التطبيع مع الدول العربية وخاصة رفضه حضور مؤتمر النقب 2.
الأردن لن يخيفه اختفاء حل الدولتين او حتى تأخره، بل يخيفه مشروع نتنياهو بتهويد القدس والضفة الغربية وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والاصطدام مع الوصاية الهاشمية، والعنصرية الإسرائيلية التي أصبحت ممارسة فعلية للسواد الأعظم من مواطني الكيان الصهيوني وهذا كله يضع الأردن أمام خيارات صعبة وضغوط شديدة.
الاحتلال يعمل لإتمام مشروعه الاستعماري الاحلالي، ولن يتراجع عنه ولن يجامل أحدا على حساب مصالحه. ولا شك أن سياساته تضرب المصالح الاستراتيجية الأردنية بمقتل، لان حلم نتنياهو بسيادة إسرائيل على القدس وإعادة احتلال الضفة الغربية تتعارض أولا مع اتفاقية وادي عربة التي تنتظر الحل النهائي بما فيه قضية القدس واللاجئين والحدود والمياه.
اما نحن في الأردن فيجب أن نتوقف عن الرهان على الموقف الأمريكي الذي لا يختلف في محصلته عن مواقف نتنياهو وكذلك ان لا نراهن على إعادة إسرائيل الى جادة الصواب والاعتدال والسلام، والمطلوب بناء سيناريوهات حقيقية تقوم على حماية المصالح الأردنية وعدم المجاملة فيها.