facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل كان الأردن يحتل الضفة الغربية ؟


د.بكر خازر المجالي
04-07-2023 11:13 AM

هل يحتل الأردني نفسه ؟

أين الشتات والتشتت، من كارثة فلسطينية إلى كارثة عربية

القول بأن الأردن كان يحتل الضفة الغربية ليس جديدا، ولم تكن نهاية حرب فلسطين 48 ذات نتائج عربية ناجحة باستثناء مقدرة الجيش العربي الأردني على الحفاظ على القدس العربية. أما بقية فلسطين التاريخية فلم تكن ذات أية مؤهلات تتوفر لها لتكون دولة فلسطينية، رغم أن كلمة فلسطين هي الأساس وهي الجنسية للمسلمين والمسيحيين واليهود، وهي الاسم الرسمي العالمي في الجغرافيا من ألاف السنين، وفي أمهات الكتب الجغرافية والخرائط القديمة.

ولكن مع نهاية الحرب العالمية الأولى وصدور وعد بلفور ومن ثم صدور صك الانتداب من قبل عصبة الأمم المتحدة عام 1922 بدأت عملية إحلال مصطلح "إسرائيل" مكان فلسطين. وبدأت عملية نسج المؤامرة التي استندت على عاملين أساسيين:

الأول: ضعف العرب وتفوق القوة الصهيونية عسكريا وتسليحا وتنسيقا.

الثاني: القوة العسكرية اليهودية المدعومة من قبل بريطانيا.

وفي أرض الواقع كان هناك انقسام فلسطيني بين مكونات مجتمعه سياسيا وتعدد الولاءات. والانقسام الرئيسي هو بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وهنا تبرز كارثية جديدة من نتائج حرب فلسطين 48 وهو عمق الانقسام العربي وبروز الاتهامات في الاتجاهات المتعددة الموجهة بلا استثناء إلى كل دولة عربية، والأردن كان هو الأشد عرضة للإتهامية.

ولكن المأساة السياسية هي أن فلسطين كانت مجردة من أية مقومات دولة، بلا حكومة فلسطينية واحدة، وبلا جيش فلسطيني، في المقابل كانت عملية إعداد الجيش الصهيوني متواصلة ليس فقط خلال الحرب العالمية الأولى وإعداد الفيلق اليهودي وتأسيس مصانع الأسلحة والتزويد بالذخيرة وامتلاك الطائرات المقاتلة بل وفق كل بنود الانتداب وتصرفات الجيش البريطاني الداعمة بلا حدود لكل العصابات الصهيونية.

أما الفلسطينيين فكان الحظر على امتلاك أي نوع من الأسلحة منذ العشرينات وفرض قوانين عرفية صارمة تصل إلى الإعدام، ومنع تشكيل أية قوة عسكرية سوى ما كان يعرف "ببوليس فلسطين" والذي تم حله مع قرار بريطانيا إخلاء فلسطين.

أمام هذه المعطيات كنتيجة لحرب فلسطين التي شاركت الجيوش العربية فيها عسكريا دون تنظيم لها أو تنظيم لأهل فلسطين، وخرجت شتاتا مع تشتيت أهل فلسطين، مع زيادة الهوة الفلسطينية بين القطاع والضفة واستحالة التلاقي، وبروز تحركات عربية تركت فلسطين كمأساة واقعة واتجهت لتصفية الحسابات فيما بينها مع تجاذب العلاقات السرية مع الكيان الصهيوني ، وانعكاس المأساة العربية في أروقة جامعة الدول العربية ، والتعامل مع القرارات انطلاقا مما أفرزته الكارثة التي أنتجت كارثة عربية.

بقيت الضفة الغربية بلا أية هيكلية ، وكان الجيش الأردني متواجدا ويسيطر على مفاصل الضفة الغربية ويضبط الأمن الداخلي منذ عام 1942 . وهنا كان أهل فلسطين في الضفة الغربية بعد حرب فلسطين 48 أمام خيارات ، لكن الأخطر هل يترك الأمر بفراغ إداري لتكون الضفة لقمة سائغة للعدو ؟

ماذا يفعل أهل الضفة الغربية في ظل هذا الموقف ؟

اختار أهل غزة الاتجاه نحو مصر وقبول الإدارة المصرية .

واجتمع أهل الضفة الغربية في مدن نابلس والخليل والقدس وغيرها في اجتماعات تشاوريه وانتهوا إلى الاجتماع الشامل في أريحا في الأول من كانون الأول 1948 والذي ترأسه رئيس بلدية الخليل محمد علي الجعبري ووضعوا مشروع قرار للانضمام إلى الضفة الشرقية
وتم رفع القرار إلى الملك عبدالله الأول وأحاله للحكومة لاتخاذ القرار وجرى تعديل الدستور واستحداث نظام انتخاب جديد ، ومن ثم استمرار الإجراءات حتى كان اجتماع البرلمان الممثل للضفتين في 24 نيسان 1951 واتخذ القرار الدستوري بإعلان الوحدة الاندماجية التامة بين ضفتي الأردن باسم المملكة الأردنية الهاشمية .

ولكن تستمر إفرازات حرب فلسطين الاتهامية للأردن ومقاومة أية محاولة ما يمكن أن يسمى هيمنة أردنية أو بروز زعامة أردنية ، فكانت صياغة قرار فصل الأردن من جامعة الدول العربية الذي سقط بسبب نظام التصويت في الجامعة الذي يقضى بالتصويت بالإجماع ، فكان تحفظ اليمن والعراق فسقط القرار ومن ثم إعادة صياغته باعتبار الضفة الغربية وديعة لدى الأردن تكون غب الطلب .

وتبرز الأسئلة التي تفرض نفسها :

ماذا سيكون مصير الضفة الغربية بعد الحرب مباشرة لو تركت بلا أية إجراءات ؟

من وقف نصيرا لفلسطين بعد الحرب ودعا إلى إنقاذ الأرض وتشكيل دولة أو أي شكل إداري ؟.

لماذا كانت المقاومة الشديدة "العربية " لتحقيق وحدة الضفتين ؟

ما هو الشكل المتوقع للضفة الغربية والقدس بعد حرب فلسطين بدون الأردن ؟

من العربي الذي قال : ليأخذ اليهود فلسطين على أن يأخذها الملك عبدالله ؟

لماذا فشلت القيادة الموحدة للجيوش العربية في حرب فلسطين وفشلت كل عملياتها باستثناء ما قدمه الجيش الأردني ؟

ما ارتباط العامل أعلاه بمقاومة وحدة الضفتين ومن ثم تحويل الوحدة إلى احتلال أردني قبل أن يتفوه العدو باتهامه للأردن أن الأردن كان يحتل الضفة الغربية ؟

ولماذا تتجه بعض الدراسات العربية إلى التحدث بمقولة الاحتلال الأردني قبل أن يتحدث بها العدو ؟

هل نُمرر مقولة العدو باحتلال الأردن للضفة الغربية هكذا ؟

لا نعرف إذا كان الأردني والفلسطيني كل يقبل أن يحتل الآخر ؟

هل كانت السنين من عام 1951 إلى عام 1967 هي سنوات احتلال ؟

هل اختلفت الإدارة الأردنية لمحافظات الضفة الرئيسية الثلاث "القدس ونابلس والخليل عن إدارة وتنمية أي محافظة أردنية أخرى ؟

هل يختلف المعنى بالقول أن الأردن يحتل الضفة العربية عن القول أن الأردن يحتل الكرك واربد ومعان ؟

ماذا يعني وجود أكثر من نسبة الجيش الأردني والشرطة هم من أبناء الضفة الغربية ؟

حتى في الحياة السياسية كنواب وأعيان وتنفيذية كوزراء ورئيس وزراء ومدراء بكل طبقاتهم ؟ هل كان هناك فروق خارج الدستور الواحد للمملكة ؟

وفوق كل هذا هل سنستمر بالاستماع إلى مقولات احتلالية مثل هذه ؟

هذا جانب من ملفات العلاقات الأردنية الفلسطينية التي تتميز بالمسار العربي الصحيح ولكن مع التعرض حتما لمحاولات التشويه والتشويه التي من الواجب أن لا ندعها تمر دون أن نبرز قوة وحدتنا وفلسطينيتنا وأردنيتنا في إطار العروبة الصحيحة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :