في الحديث عن إمتحان الثانوية العامة
فيصل تايه
04-07-2023 09:17 AM
تبدأ صباح اليوم الثلاثاء اولى جلسات الامتحان العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة لعام ٢٠٢٣ ، بمشاركة نحو ١٨٨.١٩٢ مشتركا ومشتركة، موزعين على فروع التعليم الأكاديمي والمهني، فيما سيجري عقد الامتحان في ٧٦٤ مركزا امتحانياً في مديريات التربية والتعليم، تشتمل على ١٨٥٤ قاعة امتحانية، ويقوم عليها ما يزيد على ٢٠ ألف معلم ومعلمة كمراقبين على الامتحان ، وحسب ما أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم، حيث أنهت استعداداتها اللوجستية وضمن تجهيزات واحتياطات معتادة لحماية امن الامتحان من باب الإجراءات الاحترازية ليسير الامتحان كما خطط له، وضمن الخطة الاجرائية المعدة بأعلى مستويات المهنية وتحمل المسؤولية لضمان الجاهزية التامة، في الوقت الذي استنفرت فيه كافة طواقمها وكوادرها لإنجاح العمل من أجل امتحان نظيف، فقد تعودنا كل عام على صوابية الاجراءات المتخذة ، ذلك لضمان توفير اجواء امتحانية آمنة ومريحة ومطمئنة دون أية إشكالات تعكر صفو الامتحان او تربك أبنائنا الطلبة، وفي ذلك، فقد قامت الوزارة أيضاً بتوجيه رسائل التطمينات ومجموعة من الإرشادات للمشتركين من خلال وسائل الاعلام المختلفة، اضافة الى رسائل محصنة بالذكاء العاطفي كان مضمونها الكلمة الطيبة ، موجهة إلى أولياء الأمور فزرعت في نفوسهم طاقة ايجابية ، طمأنتهم من خلالها على فلذات اكبادهم، لتجعل قلوبهم تنتشي راحة وهداة بال وثقة وأمان .
وكما نعلم، فان امتحان التوجيهي في الأردن قد اكتسب أهمّية كبيرة، ليس فقط بين الطلاّب، بل أيضاً لدى الأهالي الّذين يعتبرونه مرحلة محوريّة لتحديد مصير أبنائهم وتوجهّاتهم المستقبليّة، وبذلك فاننا وفي هذه الفترة تحديدا، من الضرورة بمكان الخروج من حالة الطوارئ وجوٍ التوتر المرافق، خاصة عند من له ابن أو بنت "يتأهبون" للامتحانات ، حيث هذه الفوبيا المفروضة اصبحت عادة مرافقة لموسم الامتحانات، دون اي مبرر موضوعي أو ذرائعي، فمن الطبيعي ان يكون طالب التوجيهي متوترا وقلِقًا في هذه الفترة بالذات، وهنا يكون دور الأهل في التخفيف عن أبنائهم ودعمهم نفسياً، ذلك يتطلب منهم "كأهل" مزيداً من الرعاية النفسية التي يفترض توفيرها لأبنائنا الطلبة ليتمكنوا من تجاوز هذه المرحلة بكل ما تحمله من ضغوطات .
اننا ونحن نعيش اجواء الامتحان، وحين نتطلع عما يدور في عقلية وزارة التربية والتعليم، وفي سياق الحديث عن تطوير المنظومة التعليمية والمتضمنة امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، والتوجهات الجادة نحو الارتقاء بمنظومة الثانوية العامة الحالية، من خلال الحل الأمثل للمرحلة القادمة، وضمن المصوغات الجديدة التي اعتمدت، بتبني منهجية التغيير القائم على أسس علمية ومداخل تقنية معروفة كالتخطيط الاستراتيجي أو الجودة الشاملة أو إعادة الهندسة أو إدارة المعرفة أو إدارة الإبداع أو الإدارة بالأهداف وما إلى ذلك ..
من هنا، فان النية الصادقة لإصلاح منظومة الثانوية العامة مدعمة بالحلول الجذرية وضمن خطة وطنية استراتيجية مترابطة وشاملة لتطوير العملية التربوية، وسيرا بخطوات جادة نحو الأفكار التربوية التنويرية العميقة التي تلبي الطموحات المأمولة، ضمن خطط اجرائية تأخذ في حساباتها مجمل التحولات الاجتماعية والتي أصبحت بحكم التغيرات التربوية الحديثة مطلب يفرض نفسه، وبحيث تستند إلى قاعدة معرفية تتفق مع خيارات الطلبة ورغباتهم في دراستهم الجامعية، باعتماد القدرات والكفايات ولاتجاهات والميول وغيرها من المتطلبات، من هنا نجد ان المشكلة التربوية القائمة المتعلقة بالثانوية العامة ستتحول من غاية اجتياز الامتحان الى غاية العلم والتعلّم، وهذا ما لقي ترحاباً وقبولاً واسعاً على كافة الاصعدة .
وفي ملخص الحديث، فإن المرحلة القادمة حتماً ستشهد تغيرات ملموسة على أرض الواقع وضمن خطط الوزارة التطويرية كما تحدثنا، خاصة بعد ان اقرار مجلس التربية والتعليم توزيع الطلبة إلى مهني أو أكاديمي بعد الصف التاسع، بحيث أن الطالب الأكاديمي سيدرس في الصف العاشر مواد علمية وإنسانية مشتركة، ويبدأ باختيار مواد متخصصة حسب الرغبة بالدراسة الجامعية اعتبارا من الصف ١١ و ١٢ إذ يدرس الطالب في الصف ١١ مواد الثقافة العامة المشتركة إضافة إلى المواد الاختيارية، وفي الصف ١٢ يدرس الطالب المواد الاختيارية التي تحدد التخصص الجامعي ضمن مسارات، وبذلك يتم تقديم التوجيهي على سنتين بعد الصف ١١ (أربع مواد وهي المواد المشتركة) وبعد الصف ١٢ (أربع مواد وهي المواد الاختيارية/ التخصص) مع الحاجة الماسة الى بنوك أسئلة مقننة الخصائص السيكومترية باحتراف ، والعمل على منهجية أتمتة للامتحانات العامة، باعتماد مجموعة من وسائل التقييم الحديثة المستندة إلى قواعد إجرائية واضحة ترقى إلى مستوى عال من التطور والتقدم .
وأخيرا، فنحن على ثقة تامة ان وزارة التربية والتعليم وأجهزتها المختلفة ستنجح حتماً في خطتها ومنهجيتها الاصلاحية القادمة، لان المسؤولية جاءت من أعلى المستويات وبقرارات مصيرية وتعاون كل الأطراف ذات العلاقة، وبحماس من وزير التربية شخصيا الذي سيكون جادا في تطبيق خطة الاصلاح المصيرية للثانوية العامة وبكل همة ومسؤولية !! ..
نسأل الله ان يأخذ بأيدي الجميع لأسباب النجاح من أجل تحقيق اهدافنا التربوية النبيلة .
والله ولي التوفيق..