"إن الموقف الاسرائيلي من العملية السلمية يعتبر شأناً داخلياً اسرائيلياً تحدده المصلحة الوطنية الاسرائيلية عبر الأطر والمؤسسات والقنوات المعروفة, كما ان الاختلاف في وجهات النظر الذي يحصل أحياناً بين موقف مؤسسات المجتمع المدني الاسرائيلية وبين الموقف الرسمي ينبغي أن يبقى محلياً وأن يعبر عنه بالطرق الدستورية, وسوف لن نسمح لأي طرف خارجي بالتدخل في شؤوننا الداخلية".
الفقرة السابقة اقتراح أقدمه كصيغة لبيان للناطق الرسمي الاسرائيلي تعليقاً على تصريح وزير خارجيتنا عن خطة الوزارة للاتصال بمؤسسات المجتمع المدني الاسرائيلي. يمكنكم أيضاً اعتبار هذا الاقتراح خطة مني للاتصال بمؤسسات المجتمع "العسكري" غير المدني الاسرائيلي, وهدفي هنا التأثير عليها لممارسة الحكم على الطريقة العربية.
في الواقع هناك طريقان للتأثير على الموقف الاسرائيلي بشقيه الرسمي والشعبي, وبما أن الحكومة اختارت طريق التأثير على الموقف الشعبي, فإني أقترح هنا سلوك طريق التأثير على الموقف الرسمي.
قبل عدة سنوات شكلت الجامعة العربية لجنة وخصصت لها موازنة مالية كبيرة تهدف إلى الترويج للسلام عند "الشعب الاسرائيلي", وقامت اللجنة بعدة نشاطات وزيارات كما شنت حملة إعلانات في الصحف تهدف إلى "تطميع" الاسرائيليين بالسلام الذي سيجلب لهم علاقات مع 57 دولة عربية واسلامية, وقد تولت سلطة رام الله قيادة تلك الحملة.
اللجنة العربية تلاشت, ولكنها أسست لصنف جديد من دبلوماسية الاستهبال.
ahmadabukhalil@hotmail.com
(العرب اليوم)