زرت مدينة الامير هاشم للشباب اليوم، وهالني حجم الانجاز الذي تحقق على صعيد هذه المدينة الساحرة ، ولمست قوة الادارة، وكيف تبعث على الارتقاء، وتولد الحافز للعطاء والبذل، وقدرتها على النهوض، وتحقيق الابداع، وكيف تكون امانة المسؤولية دافعا الى العطاء، وذلك من كافة الكوادر، والعاملين.

ولقد كان الانجاز يطل من كل مرفق من مرافقها، وحتى من احجارها، والوان جدرانها، ومن المقاعد ، ومن صالاتها الرياضية، وفي كل مكتب تلمس عظمة الانسان الاردني، وتفوقه، وحتى من تنسيق حدائقها، وتنظيم شوارعها، وكل مرفق فيها يشي بالحداثة، والتطور اضافة الى الرتابة، والايقاع الهادئ، والنظافة اللافتة للعيان، وسحر المكان الأخاذ الذي يضعك امام معلم شبابي اردني، ووجهة رياضية وطنية اشتقت من لوحة ساحرة في المريجمات في محافظة مأدبا ، وذلك بارادة وتصميم، وعزم القائمين عليه من المبدعين، والمبدعات، حيث الفريق الذي يحقق الانجاز، ويقوده مدير المدينة الدكتور ابراهيم الشخانبة، وقد اصبح قبلة لاهالي المحافظة، ومقصدا لكافة الباحثين عن الانشطة الرياضية، ومعلما شبابياً مميزاً في الاردن.

وكانت لمسة مدير المدينة تحضر في كل مكان، وفي كل حجر، ونقش، وفي ترتيب المكاتب، والساحات، وفي المشاريع الريادية التي تحققت من الطاقة البديلة ، ومشروع تدوير مياه الامطار، وتحقيقها الاكتفاء الذاتي من الكهرباء، والماء لكافة الاستخدامات، ومركز القيادة والتحكم، وعيادات الطب النفسي المتطور. وهو يشرف اشرافا ميدانيا على العمل حيث المرافق والملاعب، والمسابح، والمدرجات ، وجناح الضيافة، وساحة الاعلام الفسيفسائية.

ومن مدخل المدينة حتى اسوارها الخارجية تجد التنظيم، والترتيب، والايقاع الموحد، والانسجام بين كافة مكونات هذا المعلم الاردني الذي اشتق بجهود وتفاني المخلصين من ابناء هذا الوطن، وهو مستوحى من افكار ورؤى الشباب، ونظرتهم المستقبلية.

ويكاد كل مكان في المدينة ان يكون مستضيفاً ، ومستقبلاً لرواده، حيث وضعت البنية التحتية اللازمة لتحولها الى قبلة جذب رياضي سياحي، ويتوسطها الفندق الذي هو اشبه بلوحة فنية من ارث المكان، والمطعم الذي اقيم على الطراز الحديث، وساحة العاب الاطفال التي تقدم بالمجان، هذا فضلا عن الصالات الخاصة بمختلف الالعاب الرياضية.

والمدينة التي لا تقوم على اساس تحقيق الربح المادي بقدر ما تهدف الى تقديم خدمات رياضية ومجتمعية لا تقدر بثمن استطاعت ان تتحول الى وجهات مفضلة، ومتنفس للناس لقضاء اوقات الفراغ، والترفيه في اجواء عائلية، وممارسة الانشطة الرياضية المختلفة في اجواء مريحة، وهي تحتاج لحملة اعلامية وطنية لترويجها في كافة وسائل الاعلام ، وتعريف الاردنيين بهذا المنجز الاردني، وكونها المدينة الوحيدة التي دخلت على مشروع اردننا جنة.

وهي من واقع احلامها ، وتطلعاتها الكبيرة للمستقبل تحتاج الى دعم كافة الجهات المعنية، ولكي تكمل بناء صالة الاحتفالات التي انتصف العمل بها، وستكون صالة ريادية يستخدمها الاهالي في عمل الحفلات الخاصة بهم باسعار رمزية. وكذلك يعتبر تحويل ملعبها الى ملعب قانوني، وبناء المدرجات الخاصة به حلما يراود ادارة المدينة، وهو الذي سيمكنها بعد ذلك من استقطاب فعاليات وطنية لكرة القدم على ارضه ، وبذلك يكتمل مشهد هذه المدينة الساحرة، وتصبح في طليعة المقاصد الرياضية الوطنية.