تايتانيك أردنية * يوسف غيشان
يوسف غيشان
08-01-2011 02:34 AM
كل يوم نسمع عن إصابات حديدة بمرض إنفلونزا الخنازير الذي وصل مؤخرا الى مجلس النواب ، وأصيبت إحدى الموظفات وتحفظوا على زميلاتها في المكتب ، وككل اسبوع نسمع ونقرأ عن وفيات جديدة بذات المرض.
أعزائي
ألم تلاحظوا أننا لم نعد نهتم لا بعدد الإصابات ولا بعدد الوفيات ، ونسمع بالخبر ونقرأ عن الموضوع ، لكأنه حصل في فنزويلا أو تايلند..بحياد كامل وباطمئنان مستتب؟؟؟ ألا تذكرون قبل سنوات كيف كان خبر اصابة في مصر مثلا يهزنا جميعا بلا استثناء؟؟
ربما ،
أقول ربما اعتدنا على الأمر كما يعتاد الإنسان على الرائحة السيئة ، فبعد عدة دقائق من التعرض للروائح الكريهة تتعطل شعيرات الحس لدينا ونعتاد تماما عليها ولا نشمها ابدا. لذلك لم نعد فريسة سهلة للشركات العالمية ووكلاء الأدوية الذين يريدون تسويق بضاعتهم ، منتهية الصلاحية ، علينا.
وربما
لم نعد نهتم لا بإنفلونزا الخنازير ولا بإنفلونزا العناكب ولا بإنلفونزا المجارير..لم نعد نهتم بشيء ، فقد (ملتحنا). لكننا اذا تذكرنا فجأة أن طوشة ما قد حصلت مع اخوتنا أو جيراننا سرعان ما نحمل الشباري والقناوي والبواريد ونهجم على اخوتنا في الدم والروح والتاريخ والجعرافيا ، لا نحلل ولا نحرم ... نهجم كأننا قطيع من الأسود التي لا تهاب الموت ، ونشرع قتلا ببعضا،، يا للغرابة.
هل هي نوع من انفلونزا جديدة ومن نوع جديد تفتك بنا دون أن ندري ،،
- هل هي انفلونزا الشجاعة؟
بالتأكيد لا ..لأننا ما زلنا نرتعد هلعا من الأعداء الحقيقيين اينما كانوا.
انفلونزا الإقليمية..الطائفية ..العنصرية ..البطاطا المقلية..... لا ولا ..ولا ولا،،
اننا نفعل كما يفعل ذلك الرجل الذي يخرج الى الشارع فيتناهشه الناس ويضربونه ، ويستغله رب العمل ورب البندورة..فيعود الى البيت مقهورا ومقموعا ، فيفرغ كل حقده في البيت..فيهجم على زوجته ويشرع فيها ضربا وتهشيما..وعندما ترتمي على الأرض ينظر الى المرآة ويتف عليها ويكسرها.
اما من ولد لهذا الرجل الشقي ليدافع عن أمه...ويعيد أبيه الى وعيه الإنساني والطبقي ..ويدله على اعدائه الحقيقيين وعلى الطريقة للوقوف في وجوههم؟؟
ghishan@gmail.com
(الدستور)