البدور يحاضر حول رؤى الملك السياسية
د.محمد البدور
03-07-2023 01:43 PM
عمون - قدم رئيس الملتقى الوطني للتوعية والتطوير والمؤتمر الوطني للشباب الدكتور محمد البدور، محاضرة لشباب مشاركين في حوارات منتدى الفكر الملكي، حول رؤى "الملك السياسية.. الطريق للسلام في المنطقة"
وقال البدور، إن المتتبع لثوابت الخطاب الملكي لجلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية العالمية والعربية يجد ان رؤية جلالته للسلام في منطقة الشرق الاوسط ترتكز على مبادئ العدالة والمشروعية وحقوق الشعوب للعيش بكرامة وسلام، وقد شكلت طروحات جلالتة نظرية سياسيه قابلة للتطبيق الدولي ومتضمنة ركائز الموقف السياسي الاردني حيال قضايا المنطقة ودعم استقرارها .
وسرد محاور المحاضرة في العناوين التالية:
الدولة الفلسطينية
ظل جلالة الملك في كل المحافل الاممية مناديا بأن السلام الفلسطيني الاسرائيلي لن يتحقق الا بتطبيق قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وايقاف الاستيطان والمحافظة على الوضع الراهن التاريخي للاقصى الشريف واحترام قدسية حرماته من اليهود، وانه لا سلام دائم دون تطبيق تلك الاستحقاقات الفلسطينية التي تكفلت بها الدول الموقعة على اتفاقية اوسلو وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
العلاقات الاسرائيلية الاردنية
ظل جلالة الملك عبد الله الثاني واضحا في تحديد شكل العلاقات السياسية والبينية مع الاسرائيليين والمبنية على الالتزام من الجانبين ببنود اتفاقية السلام الدولية ولم يتهاون الاردن بالزام الاسرائيليين بأي حق له من تلك الاستحقاقات، بل ظل حازما وجازما مع الاسرائيليين عندما يتعلق الامر بالسيادة الاردنية امنيا وجغرافيا وسياسيا فلم يتردد جلالة الملك في انهاء اتفاقية الاستثمار الاسرائيلي باراضي منطقتي الباقورة والغمر رغم رغبة اسرائيل وطلبها من الاردن اعادة تجديد تلك الاتفاقية، ولكن ظل الرفض الاردني بتوجيهات جلالة الملك جازما بالرفض ٠
كما ان الاردن ظل حازما مع الاسرائيليين فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية والاقصى الشريف وكذلك الاذعان الاسرائيلي للعديد من الطلبات الاردنية وكان آخرها استعادة النائب الاردني الذي احتجزته اسرائيل بتهمة تهريب السلاح الى فلسطين،
وكذلك استمرار الدعم الاردني للاخوة الفلسطينين طبيا وانسانيا ولوجستيا عبر ممرات آمنة تلتزم بها اسرائيل رغم محاولتها عرقلتها ٠
ومن هنا فإننا نجد ان جلالة الملك حدد شكل العلاقة مع الاسرائيليين والمبنية على الالتزام المتبادل بين الطرفين باستحقاقات اتفاقية السلام دون اي نقصان للحق الاردني أمام العنترة الاسرائيلية وخاصة في ظل حكومة التطرف اليمينية الحالية التي يقودها نتنياهو كما ان الموقف الملكي السياسي ظل رافضا لاعتبار القدس عاصمة للاسرائيليين كما تنادي اسرائيل ٠
السلام في سوريا
كان الموقف السياسي للملك ولا زال ومنذ بداية الازمة السورية داعيا لوقف القتال والعنف في سوريا واحترام ارادة الشعب السوري في تقرير مستقبله السياسي، وكذلك المحافظة على سيادة سوريا ووحدة اراضيها ووقف اي تدخل خارجي في شؤونها ، بل والتصدي عسكريا لمن حاول جعل اراضي سوريا مرتعا لارهابه وعصاباته وقد وقف الاردن بالفغل في وجه قوى التطرف وعصابات الارهاب والمخدرات ٠
واليوم ينادي الاردن بعودة السيادة الحكومية الرسمية على كل اراضي سوريا وقد رحب بتوجيهات ملكية بعودة هذا البلد العربي بنظامه السياسي الى الحاضنة السياسية العربية في اطارها الوحدوي جامعة الدول العربية.
الاستقرار السياسي في العراق
منذ العام ٢٠٠٣ وجلالة الملك بنادي في كل المنابر الدولية بوقف الصراع في العراق ومحذرا من التغول الطائفي وكبح جماح التطرف الديني وكذلك المحافظة على وحدة الاراضي العراقية، ومحذرا من مخاطر التقسيم لما ينجم عنه نشوء كنتونات سياسية متطرفة تهدد السلم الاقليمي والدولي معا .
وواضاف البدور أنه على أكثر من صعيد عالمي وعربي، حذر جلالة الملك من التدخل الايراني في شؤون العراق وسوريا لما سينجم عن ذلك من تأجيج للصراع والتطرف الديني في ظل ادارة سياسية ايرانية ترى ان في تمددها العقائدي منفذا لمشروعها السياسي في المنطقة٠
وختم بأن رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني السياسية كانت ولا تزال خارطة الطريق لإحلال السلام في المنطقة وتدعيم السلم في حياة شعوبها للعيش بكرامة وانسانية وسلام .