استفز رئيس الوزراء ناشطي الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة (ذبحتونا) بإعلانه عن توجه الحكومة نحو إلغاء القبول الموحد في الجامعات واعتماد القبول المباشر، فأصدرت بيانا حازما ضد هذا التوجه.
الترجمة العملية لما قاله الرئيس هي اغراق الجامعات بسيل الواسطة والمحسوبية ومزيدا من الظلم واختطاف حقوق الطلبة تمهيدا لرفع الرسوم الجامعية وابعاد الفقراء عن التعليم الجامعي.
اذا كان هناك من بطولات يمكن أن تمارسها الحكومة فلتتعظ وتقتدي بالعديد من الدول العربية الشقيقة (غير الغنية) ومثالها المملكة المغربية حيث التعليم الجامعي مجاني لجميع المقبولين، فقد توجهنا (عشرات الطلبة) للدراسة في المغرب في الأعوام 1974 وما بعدها حيث لا رسوم جامعية بل وتم صرف منح (رواتب) شهرية لنا جميعا بغض النظر عن الجنسية أو المعاملة بالمثل.
وقد عدت مؤخرا من المغرب فسألت إن كان التعليم الجامعي ما يزال مجانيا فكان الجواب نعم وتصرف منح مالية غير مستردة للطلبة الفقراء.
المغرب دولة تتحمل مديونية دولية مثلنا ولكن السياسة التعليمية أن الاولوية لتعليم جامعي مجاني وبعكس ذلك فإن الحكومة تتعمد تجهيل الشعب وقصر التعليم الجامعي على أبناء الاغنياء وهذا سيؤدي إلى شرخ في النسيج الاجتماعي الوطني بالحيلولة بين الفقراء وبين فرص قيادة مؤسسات الدولة.
التعليم الجامعي يا دولة الرئيس عبء أفقر الأردنيين، والجامعات ترزح تحت وطأة العجز المالي وأظن ان جزءا كبيرا منه بسبب الهدر وفشل الإدارات المالية والجزء الآخر بخل الحكومات وفشلها المتواصل في التخطيط الاستراتيجي للتعليم الجامعي.
ان السؤال المطروح: ما هو مستوى النزاهة والحيادية لدى إدارات الجامعات لتسليمها ملف القبول المباشر؟؟.
والسؤال: لماذا يذهب رئيس الحكومة إلى الجامعة اذا لم يكن لديه ما يقدمه للمساعدة في خفض مديونية الجامعات وتخفيض الرسوم الجامعية؟.
اخيرا واذا قررت الحكومة ممثلة بمجلس التعليم العالي إقرار القبول المباشر فسيقف الإعلاميون والكتاب وطلبة المدارس وفقراء الوطن في مواجهتها، ويا أزمة أشتدي.