facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. مملكة بين نهرين


د. فراس الجحاوشة
03-07-2023 11:29 AM

يقع على حد الأردن الغربي كما يعرف الجميع نهر الأردن، ومصطلح الأردن أو Jordan يتألف من "جور" و"دان"، وهما الرافدان الشماليان لنهر الأردن، وبمرور الزمن أصبح اللفظ أوردان وأردن، وهو مصطلح يعني عند العرب، الشدّة والغلبة.

وقيل إن "الأردن" هو أحد أحفاد نوح عليه السلام، وأنه جاء أيضا في اللغة الهندية القديمة من اللفظ يوردن Yordon التي تعني النهر الخالد.

والأردن الدولة العربية المسلمة، والتي تقع في شمال شبه الجزيرة العربية وفي غرب آسيا، لها نهر آخر ينبع من حدها الشرقي ويمتد على كل ترابها، وهو نهر العشائر، كما أرى.

إن العشائر الأردنية دون أدنى شك تمثل الشريان الرئيسي للمجتمع الأردني حتى قبل تأسيس إمارة الشرق العربي، ومن ثم إمارة شرق الأردن وصولا إلى المملكة الأردنية الهاشمية.

وقد سكنت العشائر والقبائل العربية شرقي الأردن وارتحلت إليه في القرون الماضية، وهي ذات عمق وامتدادات في شبه الجزيرة العربية وفلسطين وسوريا والعراق، فالعشائر العربية هي المؤسسة الاجتماعية الأكبر عمرا في التاريخ البشري، ومنذ عرفها الإنسان عرف الأمان فبنى الأرض وأعمرها.

إن السؤال حول علاقة الدولة بالعشائر، يُطرح بمظلة المدنية والليبرالية غير البريئة، وإن كان القصد من تكراره الإشارة إلى تنافر نظامي العشيرة والدولة، فالإجابة على هذا السؤال الخاطئ، تشبه الإجابة على التشكيك بحقيقة شروق الشمس من الشرق، وغروبها من الغرب.

ومع هذا فإنه من غير الصعب علينا أن نسرد حقائق تاريخية بازغة كالشمس، فقد قطع قائد البلاد وعميدها جلالة الملك عبدالله الثاني الهاشمي العربي الأمين، قول كل خطيب، فهو الذي أكد مرارا على أهمية العشائر الأردنية باعتبارها ركيزة أساس في بناء المجتمع، ورديفا وسندا للمؤسسات الرسمية والأمنية في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد والعباد.

ثم إن النظام العشائري الذي نشأ قبل نشوء الدولة الحديثة، كان نظاما اجتماعيا متكاملا يحكم ويسير العلاقات داخل العشيرة الواحدة نفسها، وبين العشائر كلها، فهو ليس نظاما مبتدعا أو خارج السياق، بل هو نظام أثبت كفاءته عبر التاريخ، ومرونته وقدرته على الاندماج الإيجابي مع مؤسسات الدولة، وأثبت في كل حادثة ومرحلة احترامه وانضواءه التام تحت الدستور والقوانين، بل وإلهامه الدولة الحديثة في بناء المؤسسات وتطويرها على أسس رفيعة متقدمة.

ومن المضحك المبكي، أن راكبي الأمواج، يربطون التحديث السياسي بالقفز عن العشيرة وتجاوزها، وكأنها لم تكن العمود الفقري لبناء الدولة الحديثة ولاعبا محوريا في سلمها الأهلي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

وإن قام البعض بالاستناد على تصرفات أو تجاوزات هنا وهناك، في محاولة منه ليلوي ذراع العشائر بها، فهي مجرد ممارسات فردية ضالة، لا ارتباط بينها وبين قيم العشائر الاردنية وأخلاقها الرفيعة.

إن محاولات استهداف مؤسسة العشيرة باسم المدنية، محاولات عوراء، تهدف إلى تفكيك بنى الدولة الأردنية، وضرب مكوناتها الأساسية، فكما يؤكد جلالة الملك أننا جميعا أبناء عشائر من كل المنابت والأصول، سواء كنا في البادية، أو في القرية، أو المدينة، أو المخيم، وهو ما يعني مصدر قوتنا ووحدتنا.

وأقول كما قلت أمس أمام أبناء بني صخر، وأمام ربعي وأهلي وأصدقائي والأردنيين النشامى جميعا بشتى أصولهم ومنابتهم، أننا اليوم نمثل جيل المئوية الجديدة، جيلا منفتحا على الآخر ويؤمن بالدولة، وأننا جيل مستنير قادر على أن يحمل الراية في زمانه ومكانه ويسلمها أيضا لمن هم بعده، جيلا بعد جيل حتى يرث الله الأرض وما عليها.

ونحن إذ نلتف حول الراية الهاشمية، الضاربة جذورها في صدورنا، ونحميها بدمائنا، فهذه إنما شيم أبناء العشائر التي ما بدلت ولا تحولت، كأنها نهر، تقوم عليه الحياة، ويُرفد به كل باحث عن الديمقراطية والمدنية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :