facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمال الوطن .. أنتم الأبطال!


د. محمد عبدالله اليخري
02-07-2023 07:17 PM

احتفلنا مؤخرا بعيد الأضحى، خرجنا الى المنتزهات والحدائق والمطلات، وتركنا الشوارع والأماكن العامة مبعثرة مع بقايا المناسبة السعيدة: نفايات الطعام، والأغلفة المهملة، الأكياس واعقاب السجائر وعلب المعسل والقصدير والفحم والعلب المعدنية وغيرها من أشكال القمامة وبقايا الأضاحي والطعام. وسط هذه الفوضى، ظهرت مجموعة من الأبطال المجهولين بهدوء - عمال الوطن في عمان يعملون الى مطلع الشمس يحاولون استعادة جمال عمان. إن جهودهم الدؤوبة لإعادة النظافة والنظام إلى مدينتنا الحبيبة بعد عيد الأضحى تستحق منا كل الشكر والتقدير.

الخدمة التي لا تقدر بثمن من عمال الوطن:

يلعب عمال الوطن دورا حيويا في الحفاظ على النظافة وقابلية العيش بشكل عام في أي مدينة. على الرغم من تجاهلنا وعدم تقديرنا لهم في كثير من الأحيان، إلا أنهم يعملون بجد ليلا ونهارا، ويواجهون تحديات هائلة، للحفاظ على محيطنا نظيفا وصالحا للسكن. تشكل آثار عيد الأضحى، مع زيادة النفايات والقمامة، تحديا خاصا لهؤلاء الأفراد المتفانين. تعكس استجابتهم السريعة والتزامهم بتنظيف مخلفاتنا وشوارعنا تفانيهم الذي لا يتزعزع في مهنتهم ورفاهية مجتمعنا.

استعادة جمال عمان:

تشتهر عمان بمواقعها التاريخية ومناظرها الطبيعية الخلابة وثقافتها النابضة بالحياة ومطلاتها ومنتزهاتها التي تسر الناظرين. ويتطلب الحفاظ على جمالها مسؤولية جماعية، يتحمل عمال الوطن في مدينتنا عبئا كبيرا في هذا الصدد. بعد الاحتفالات بعيد الأضحى وأي مناسبة أخرى، يشرعون هؤلاء الجنود في مهمة كبيرة تتمثل في إزالة البقايا التي خلفها السكان والزوار. عملهم الشاق لا يضمن نظافة أحيائنا فحسب، بل يساعد أيضا في الحفاظ على صورة عمان كوجهة ترحيبية للسياح وسكانها على حد سواء.

ما وراء نداء الواجب:

من المهم أن ندرك أن دور عمال الوطن يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد التقاط القمامة. غالبا ما يواجهون نفايات خطرة وروائح كريهة وظروف غير صحية، كل ذلك باسم الحفاظ على نظافة مدينتنا. تشمل واجباتهم كنس الشوارع وإفراغ الصناديق وتعقيم الأماكن العامة، مما يدل على التزام لا يتزعزع بالحفاظ على الصحة والسلامة العامة. على الرغم من طبيعة عملهم التي تتطلب جهدا بدنيا، إلا أنهم يثابرون باستمرار، وغالبا بموارد واعتراف محدودين. شهدت ذلك المسن بأجمل منظر ماشيا على قدميه وبيده تلك المكنسة الخشبية يزيل الأوراق والعلب والأكياس الفارغة بكل حب وود ما تركني اسأله "عمو، شو جابرك على هيك شغله؟"، اجابني وبابتسامة تزين وجهه البشوش واكاد اشعر بحرقة قلبه حبا لمن يرعاهم "ما صبرني على المر الا اللي أمر منه"، تبعته بسؤال اخر "طيب اذا مر اتركه وشوف اشي اقل مراره منه" احسست انني كنت قاسيا بجوابي له ولكن دافعي كان كي اختصر عليه طريق تزيين الأجوبة وفعلا نجحت وكانت اجابته "لو بنحب الوطن وتراب الوطن كان يا عمو انا بلم زباله، بس احنا بدنا عشرين سنه نطور" وفي اخر الحديث قال "عمو اماطة الأذى عن الطريق صدقة، وهيني بتصدق لآخرتي وبنظف الدنيا". أكاد ازعم بأن هذا الإحساس أصبح عقيدة في داخل كل عامل وطن وثقافة نجهلها.

عمال الوطن يستحقون أكثر من مجرد امتنان وتقدير:

في أعقاب عيد الأضحى، من الأهمية أن نعرب عن خالص امتناننا وتقديرنا لهؤلاء الجنود الساهرة لأحبائنا، لأخي وعمي وخالي وأبي.... لعمال الوطن. تمر جهودهم دون أن يلاحظها أحد، لكن تأثيرها يشعر بها الجميع. يمكن أن يساعد الاعتراف بمساهماتهم في رفع معنوياتهم، وإلهام الفخر بعملهم، وتشجيع الآخرين على تقدير جهودهم واحترامها. يمكن لكلمة "شكرا" بسيطة أو ابتسامة ودية أن تقطع شوطا طويلا في الاعتراف بتفانيهم وتذكيرهم بأن عملهم ينظر إليه ويقدر.

تمكين عمال الوطن وبناء مستقبل أنظف:

بالإضافة إلى التعبير عن الامتنان، من الضروري أن نعمل بشكل جماعي لتمكين عمال الوطن وتحسين ظروف عملهم. يجب علينا جميعا مراعاة أنهم بشر مثلنا وأن لهم مشاعر مثل تلك التي نملكها ء. علاوة على ذلك، فإن تعزيز ثقافة النظافة والحد من النفايات داخل مجتمعنا يمكن أن يخفف العبء الملقى على عاتق عمال الوطن. ومن واجبنا ان نبدأ بالتعامل مع مخلفاتنا وكأننا نحن من يلتقطها، غلف الزجاج بورق، لا تتركها مبللة وإذا كان هناك بقايا طعام او لحوم او احشاء فاربطها في كيس قبل القائها كما هي في كيس القمامة، إذا كنت لا تحب الروائح الكريهة فعمال الوطن هم بشر مثلنا لا يحبوها أيضا. من خلال تعزيز الإدارة المسؤولة للنفايات، وتشجيع مبادرات إعادة التدوير، وتثقيف المواطنين حول أهمية النظافة، يمكننا بناء مستقبل أنظف لعمان.

بينما نفكر في فترة ما بعد عيد الأضحى، دعونا لا ننسى المساهمات الهائلة لعمال الوطن في عمان. تلعب جهودهم، التي غالبا ما يتم إجراؤها خلف الكواليس، دورا حاسما في الحفاظ على جمال ونظافة مدينتنا. إن التعبير عن الامتنان والتقدير لعملهم الدؤوب هو وسيلة صغيرة ولكنها مهمة لتكريم التزامهم وإلهام ثقافة النظافة داخل مجتمعنا. معا، دعونا نعترف بهؤلاء الأبطال المجهولين ونعمل على خلق عمان أنظف وأكثر استدامة للأجيال القادمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :