قوة اليهود وغطرستهم .. توصية للوجهة والمواجهة
د. ضرار مفضي بركات
02-07-2023 05:01 PM
يأتي المقال بمحاور، هي:
١- ماهية الهيمنة والغطرسة اليهودية ومكانها، وفق منهج (أكون وغيري لا يكون) غرابة بالطبع، وعقم بالقيم، وتعاليا على الحق، وعلى كل الأعراف الدولية، وبطرا لحقوق الفلسطينين، شعبا وأرضا وهويتا، دون الالتفات للعهود والمواثيق الدولية والأممية والمنظمات - القانونية والإنسانية.
٢- نبذة عن المخطط الأمريكي بقلم: (يوجين روستو): باعتماده: (منهجية الصراع بين الحضارات إلى التغير، والتغيير بالهوية، والفلسفة، والفكر، والمعتقد ..) وكذلك في كتاب: "لعبة الأمم" (ما يلز كوبلاند): (التغيير بمنهج القوة، وفكرة القلب والانقلاب). نقلا عن كتاب: تهافت العلمانية في الصحافة العربية، للبهنساوي، ص 29.
٣- أيضا السبل توصية؛ لمواجهة الغطرسة اليهودية والهيمنة الداعمة لها؛ كمثل لغة القوة والغطرسة، بأنها لا تواجه إلا بطرق تتسم بالحكمة، والمنطقية والعقلانية، والموضوعية.
٤- أما المنهجية، بأسلوب المعادلة والمعطيات، كمثل، بناء الشخصية، يعد مصدر قوة وإلهام، فمتى كان الإنسان قويا في ذاته، ويستشعر بأن من حوله أقوياء، كانت الوحدة في الفكر، والمنهج والمكان، والزمان.
٥- استخدام أسلوب قياس: " النظير بالنظير مع فارق التشبيه" لتقريب الصورة؛ ردا على غطرسة اليهود في التلاعب بالمصطلحات؛ تلاعبا باللغة والدين: طمسا وتشويها، والأرض: ابتلاعا وتهويدا وتقسيما، ولأن قول: نخبة اليهود وعامتهم، يبدئ ولا يتوقف غطرسة! بوصف من يدافع عن أرضه وكرامته، أنه إرهابي! ويروج لذلك إعلاميا وبشدة!. مع أن هذا الكلام مفقد للصواب، ومخالف للعقل والمنطق، ولكل عرف وقانون.
٦- الاستشهاد ببعض أفكار المفكر العربي، مالك بن نبي والتجربة الجزائرية مع الاستعمار وغطرسته، ومن ذلك فكرتين، هما:
الأولى: فكرة (منطق البقاء) أي: حتى نستطيع أن نتقدم بعض الخطوات،
الثانية: تغيير ما بالنفس- خيرا وقوة- أولا، هو امتداد لتغيير ما في محيطها؛ ولأن
٧- تقرير ما تقدم، يقتضي أن مواجهة الغطرسة اليهودية المتعالية لا ينصب في الاتجاه العسكري فقط، بل في ميادين أخرى كميادين: العلم، وأبحاثه، والتكنولوجيا وآفاقها، والثقافة: بمفهومها الواسع والشامل إلى جانب رصانة العادات والتقاليد والأعراف وما يتصل بمجتمعاتنا العربية والإسلامية والعلوم الشرعية والتربوية والاجتماعية ككل.
8- الهدف: أن تكون الواجهة: هي الحفاظ على الهوية الوطنية، والشخصية الفاعلة، صمودا بناء وتنمية، لدى المسلمين، وكمصدر قوة وإلهام، بين الواقع والمأمول.
٩- الخلاصة (أ): إن فحوى ما تقدم من أن ما يعانيه اليوم عالمنا العربي والإسلامي عامة، والقضية الفلسطينية والقدس خاصة، كان ضمن مخطط مدروس ومتابع، فالأصل هنا أن استخدام لغة الحوار التقريبي المباشر وغير المباشر، وعرض سبل المواجهة: ردا على لغة القوة والغطرسة، بلغة القوة والمنعة الفكرية، والثقافية، والبحثية؛ بالتركيز والتأكيد على أن هذا المقال لا يأتي زهوا أو عاطفة مجردة! لأن هذا هو عين تسلط الغطرسة، وبوابة الولوج لهدم الفكر عقلا وحسا، بترك العمل والعلم النوعي والبحثي، لأجل بث اليأس، والاسستسلام، نفسا، وعقلا = مما يؤدي إلى بقاء، وابقاء الغطرسة!
١٠- الخلاصة (ب): ماذا نريد؟! نعم هي، (العاطفة العقلانية): المتمثلة بالحكمة والبناء والنهوض -تدرجا وثباتا- بما يتسم وبالمنعة الفكرية والعلمية؛ لحصانة: (الإنسان) وبناءه ابتداء، وامتدادا؛ لحصانة: (الأرض والوطن) انتهاء، بمنهج ثابت ودائم!. وبنظرة ممعنة، لعوامل البناء وجوبا، إلى جانب النظر إلى عوامل الهدم؛ تركا: -بين التبني والتوصية- كدافع وحافز؛ للتطبيق: "صمودا وتنمية".
١١- الخلاصة (ج): عندما تساق هذه المنعة الفكرية ورصانتها إلى منهجية القوة في الاقتصاد، والسياسة، والتراث، والتقاليد، والعادات....الخ. نجد بالمعادلة، ما يلي:
أولا: ان حصول (المنعة الفكرية والعلمية)+ (العقلانية: عاطفة ومنهج) + والحكمة والتدرج البنائي + الإخلاص والأمانة + الثبات والمنهجية؛ الحاصل = أنك تجد أن المرء يبذل أقصى طاقاته؛ (جهدا: كدا وعملا - وفكرا: إنجازا وابداعا- وأدبا: أخلاقا والتزاما، للنظام العام والقانون السائد)؛ (له ولمن حوله)؛ حفظا وتطورا =(حصانة)= أي هي (أمن وأمان) و(رقي وتقدم) (النتيجة)= (حضارة) بكل معاني الكلمة، ومقاييس التاريخ، والتراث الابداعي.
ثانيا: تأكيدا ومتابعة، عندما تجد أن المرء يبذل نفسه وماله، وكل ما يملك؛ لأجل دينه، ووطنه، وقائده، = الحصانة والمنعة (للأرض والإنسان) !.
١٢-الخلاصة(د):القول إن وحدة الشعب الفلسطيني، ووحدة أراضيه، هما: من وحدة المصير، وتحمل المسؤولية، لأن همومنا واحدة ومشتركة، عربيا واسلاميا، إلى جانب سلامة الفكر وتنميته، ووحدة المنهج وثباته، وروح الانتماء وظهور أثره-قولا وفعلا-: هن أساس في البناء والعطاء، والصمود والتنمية، والبقاء بفاعلية؛ لأجل تحرير (الارض والانسان).
وهنا أقف مستشهدا بتوصيات جلالة سيدنا الملك عبد الله- حفظه الله ورعاه- عموما، بتجديده الدائم، وتأكيده المستمر على وقوف الأردن إلى جانب القضية الفلسطينية،والقدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأخص بالذكر هنا بما جاء بمؤتمر "دعم القدس" الذي انعقد مؤخرا في القاهرة 13 شباط المصدر: (بترا)– من أنه: " أكد جلالة الملك عبدالله الثاني على ضرورة توحيد الجهود العربية؛ لدعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم، مبينا: أن "القضية الفلسطينية" ستبقى في مقدمة أولويات القضايا العربية... وأضاف جلالته في كلمة ألقاها بمؤتمر دعم القدس "صمودا وتنمية" الذي عقد بالقاهرة، بقوله: "يرتبط محور اجتماعنا اليوم بوجدان كل عربي، (فبيت المقدس)، هو قبلة المسلمين الأولى، ولا يمكن لمنطقتنا أن تنعم بالسلام، والاستقرار والازدهار، والقضية الفلسطينية تراوح مكانها)).
((كما وحذر جلالته من محاولات التقسيم الزماني والمكاني، التي تعيق فرص تحقيق السلام المنشود، مضيفا أن أية محاولة للمساس بالوضع التاريخي, والقانوني القائم، ستكون لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها)).
المراجع:
١- أنظر ما جاء في وكالة الأنباء الأردنية (بترا) بعنوان: (الملك من مؤتمر: (دعم القدس): ضرورة توحيد الجهود العربية؛ لدعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم).
(https://petra.gov.jo/Include/).
ونقلا عن وكالة عمون الاخبارية الأردنية،
(https://www.ammonnews.net/mobile)
٢- المفكر العربي مالك بن نبي، وجهة العالم الاسلامي، ج٢- (المسألة اليهودية)، ٢٠١٢م - وله أيضا كتاب شروط النهضة، دار الفكر، دمشق، ١٩٨٦م.
٣- البهنساوي، المستشار سالم علي، تهافت العلمانية في الصحافة العربية، ص 29.
٣- ملاحظة، هذا امتدادا لمقالات أخرى، تتحدث القضية المحورية، القضية الفلسطينية، مشاركة، وبحثا بنظرة تشاركية لمؤتمر القدس ، في الشهر المقبل ان شاء الله تعالى.
والله الموفق لا رب غيره.
* محاضر غير متفرغ/ ج. جدارا - عضو اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب، ويعمل لدى وزارة التربية والتعليم
Drarbrkat03@gmail.com