البنوك المركزية عندما تتكلم
د. فهد الفانك
07-01-2011 03:09 AM
يقال أن البنوك المركزية يجب أن تعمل بصمت ولا تطلق التصريحات بغزارة ولا توظف ناطقاً رسمياً أو مدير علاقات عامة، فكل كلمة تصدر عن البنك المركزي محسوبة ومؤثرة. ومع ذلك فإن محافظي البنوك المركزية ليسوا جميعاً من النوع الصامت، الذين لا يتكلمون إلا في حالات رسمية نادرة.
لدى مجلة تايم تقليد مارسته منذ عشرات السنين وهو اختيار رجل العام في العدد الأخير من كل سنة. وقبل سنوات قليلة استبدلت كلمة (رجل) بكلمة (شخص) لتسمح باختيار نساء بعد أن ثبت أن المرأة إنسان له نفس حقوق وقدرات الرجل.
المجلة اختارت في العام الماضي برنانكه رئيس الفدرال ريزيرف وهو البنك المركزي الأميركي شخصية العام 2009 نظراً لأهمية قراراته في التعامل مع الأزمة المالية والاقتصادية، وفي هذه السنة أجرت معه مقابلة طرح أسئلتها قراء المجلة.
سأل قارئ ما إذا كان الأميركيون سوف يسددون الدين العام في يوم من الأيام أم أن سياسة الاقتراض لا تعرف الحدود. المحافظ غامر بالقول أن التسديد ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية وتحقق نوع من التوازن بين الإنفاق العام والضرائب. والواقع أن الدين العام يمكن تسديده عندما يتحول العجز في الموازنة إلى فائض، وهي إمكانية موجودة نظرياً، وقريبة من الاستحالة عملياً.
وعن أكبر مشكلة تواجه الاقتصاد الأميركي، ذكر برنانكه البطالة في المقام الأول، حيث النمو هو العلاج ولكنه يأخذ وقتاً. وذكر عجز الموازنة في المقام الثاني لأن التمادي في هذا المجال يدمر النمو ويزيد خطر الأزمات المالية.
واعترف المحافظ بتفاقم مشكلة التفاوت الصارخ في الدخول، حيث يملك أغنى 1% معظم الثروة العامة، ويعيش واحد من كل سبعة أميركيين تحت خط الفقر، ويكمن العلاج في رأيه بالتعليم.
لم يتخوف برنانكه من إمكانية تحوّل بعض الدول عن الدولار كعملة احتياط، وعبّر عن ثقته بأن الدولار سيظل لأجل طويل العملة الأولى لأغراض احتياطات البنوك المركزية في العالم.
واعترف المحافظ بأن الصين في طريقها لأن تصبح عملاقاً اقتصادياً، ولكنه طالبها بالسماح لعملتها بالارتفاع إلى المستوى الذي يمكن أن يتقرر في السوق ليكون هناك قدر من التوازن في تعامل الصين التجاري مع العالم.
أما استعادة ثقة الجمهور بالجهاز المصرفي الأميركي فتحتاج لبعض الوقت، وعلى البنوك أن تقدم تسهيلات جيدة وأن تحافظ على مراكزها المالية سليمة.
(الرأي)