واليوم.. جاء دور مصر الشقيقة.. فبعد ان تيقنت الادارة الامريكية والعواصم الاوروبية من امكانية تجزئة السودان الشقيق وتقسيمه وطنا وشعبا راحت توجه جهودها التامرية نحو مصر..

وبطبيعة الحال فان اسرائيل وشبكتها التجسسية جاهزة للقيام باي عمل يخدم هذا التوجه الغربي – الصهيوني الخطير.. فكان تنفيذ العملية الاجرامية ضد كنيسة الاقباط في الاسكندرية.. وتحركت الفتنة الطائفية بادواتها لزعزعة الامن والاستقرار على ارض الكنانة لتتيح المجال لواشنطن ولحليفاتها ومعها تل ابيب لتصعيد نيران الفتنة وللترويج لاسباب زائفة للتجزئة والتقسيم بحجة ان التعايش بين المصريين من مسلمين واقباط اضحى مستحيلا..

ان هذا الاهتمام الاميركي والفرنسي المركز لنجاح الاستفتاء في السودان لجهة انفصال الجنوب يقتضي وقفة عربية جادة وحازمة ومسؤولة..

فالضغط الذي يمارسه جون كيري الذي زار الخرطوم هذا الاسبوع على الحكومة السودانية وعلى الرئيس البشير بصورة خاصة ( واعدا ) بعلاقات مستقبلية جيدة بين الخرطوم والعواصم الغربية مؤشر كبير على اصرار الولايات المتحدة الاميركية على تنفيذ مشروع ( الشرق الاوسط الجديد ) الذي يجزىء الدول العربية الكبيرة الى دويلات ضعيفة ومستعدة للانضواء تحت راية الامبراطورية الاستعمارية في اميركا الشمالية..

اذا.. فان هذا المشروع الاميركي الذي رسمت خطوطه في عهد الرئيس بوش الابن بدأ يجد خطوات تنفيذه في عهد الرئيس باراك اوباما..

ان واشنطن وحليفاتها الاوروبية راحت تتدخل بصورة مباشرة ووقحة في الشان المصري الداخلي..

وعلى الشقيقة مصر والدول العربية ان تتنبه الى هذا الحراك الاميركي النشط والخبيث في السودان وفي مصر لاجهاضه..

وما حدث في العراق وفي الصومال ولبنان وقطاع غزة يجب ان لا يتكرر هناك.. لاسيما وان اسرائيل جاهزة للقيام باي عمل يخدم هذا التوجه الاستعماري ضد امتنا واقطارها الكبيرة..

وعلى الدول العربية ان لا تقف مكتوفة الايدي ازاء ما يحدث في السودان وفي مصر كما فعلت عند الغزو الامريكي الاطلسي للعراق الشقيق وكما فعلت عند العدوان الاسرائيلي الفاشي على لبنان ثم على قطاع غزة..

فالامن القومي العربي يجب ان لا يتجزأ ابدا..

وفي تجزئته اضعاف ولربما نهاية لبعض الاقطار العربية..

(الرأي)