تتاولنا في مقالنا السابق الأطر النظرية والعملية لتمكين المرأة في فكر جلالة الملكة رانيا العبدالله، ووجهنا دعوة للمؤسسات الاكاديمية لبلورة مبادرات جلالة الملكة على شكل خطط عمل اكاديمية إذ أن فكر القادة عادة ما يكون موضع بحث وتحليل اكاديمي.

واليوم نحاول ان نلقي الضوء على كيفية استفادة الاحزاب من تلك المبادرات حيث شكلت مسألة تمكين المرأة أحد المبادئ الرئيسية للاحزاب وتكاد تتقارب رؤى تلك الاحزاب في آليات وبرامج تمكين المرأة عبر وسيط سياسي هو الاحزاب إلا أن الملاحظ ان الأحزاب لا زالت تعاني من تحديات في استقطاب المرأة، إذ لا يزال تمثيل المرأة في الاحزاب دون المستوى المطلوب مقارنة بالذكور، وهنا يثور سؤال مهم كيف استطاعت مبادرات جلالة الملكة رانيا العبدالله السير بالمرأة الاردنية نحو هدف التمكين؟، ولماذا واجهت الاحزاب التحدي الاجتماعي في استقطاب النساء بالشكل المطلوب؟، والجواب بسيط من حيث المبدأ فالمبادرات استقطبت المرأة الاردنية العادية وحددت جوانب التمكين بناء على احتياج المرأة ذاتها في حين ان الاحزاب حاولت استقطاب النخب من النساء -إذا جاز التعبير- لتحقيق هدف حزبي وليس هدف مجتمعي كما هو حال المبادرات وعليه تمتاز المبادرات عن النهج الحزبي في استهداف الكم (الوصول الى اكبر شريحة من النساء).

وفي المقابل ركزت الاحزاب على النوع (النخب النسائية) ولعل هذا ما يفسر لنا نجاح المبادرات واستمراريتها والاقبال على الانخراط فيها وفي المقابل اخفاق الاحزاب عن استقطاب شريحة واسعة من النساء.

من هنا نوجه دعوة للأحزاب لإدراج مبادرات التمكين ضمن برامجها الحزبية او على الأقل الاستفادة من الخطوات العملية للمبادرات لتعزيز تمكن المرأة مجتمعياً وسياسياً..

وكل عام والوطن وقيادتة الهاشمية بألف خير ...

الدكتور ليث طايل بني ملحم
جامعه جدارا