نتعبد بتلاوته ليلا ونهارا سحرا وجهارا، وهو أعظم كتاب على الوجود يتميز عن غيره اننا في كل مرة نقرأؤه نستشعر اننا لم نقرأؤه من قبل، فالفرد في كل قراءة للقرآن يتوقف عند فكرة معينة وقصة أخرى وعِبرة جديدة لا يتوقف تجدد الفكر في كتاب الله ليجعله معجزة تحدى الله بها العرب اهل الفصاحة والبلاغة، فعزة القرآن عزة للغة العربية فكما قال الرافعي : " كانت العربية ملكة بلا تاج حتى جاء القرآن الكريم ".
إن هذا القرآن هو مصدر رفعتنا وتقدمنا في الدارين، فقرأته مبعث ارتقاء ترفع العبد بالدرجات، وهو مصدر موروثنا الديني كشعب أردني وعربي واسلامي ودومنا ما نتغنى بذلك بأفعال تنعكس على واقعنا لتهذبنا وتبث فينا القيم النبيلة لتميزنا عن باقي الأمم، لقد ادمى مقلات العيون واندى الجبين حزنا ما تعرض له كتاب الله من الإهانة والحرق في دولة السويد والله انه لعمل جبان لا يحترم مبادئنا الإسلامية ويستهدف الإساءة للمسلمين في كل الارجاء.
أين دور المنظمات الحقوقية في كبح جماح هذه التصرفات التي تشكل إعتداءا على الحقوق والحريات الدينية الإسلامية، وأين دور جامعة الدول العربية في التصدي لهذه الاساءات وايقافها عند حدها، ألم نجتمع في جدة قبل أشهر اجتماعا عربي جمعتنا لغة الضاد والقرآن ينطق بالضاد ومن واجبنا ان ندافع عن القرآن؟!.. لا بد من دعوة أردنية بأن تقول كل الدول العربية والاسلامية طرد السفير السويدي من الاقطار حتى تكون هنالك اعتذار دبلوماسي يليق بمكانة القرآن لنا.
إن قيمة الأمم تقاس ببعض الرموز، واذا ما انتهكت هذه الرموز يعد ذلك ضربة في وجدانها، فاللغة العربية رمز والقرآن رمز والاسلام حياة فنرفض اي اعتداء يمسها جملة وتفصيلا، وعزاءنا دوما ان الله تكفل بحفظ هذا القرآن وشعلة هذا الدين لقوله تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )، وقوله أيضا: ( يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ).
حفظ الله الامة والوطن والقيادة الهاشمية من كل الشرور .