كيف تكون القيادة الفكرية في عالم متغير؟ .. الملك عبد الله الثاني انموذجا
الدكتور مفلح الزيدانين
01-07-2023 01:34 PM
تعد المهارات البشرية وهندسة الفكر البشري محورا مهما في عالم رقمي متزايد ، وهي المهارات التي ستسمح لنا بالتغلب عليها في ظل تكنولوجيا المعلومات الرقمية و عصر الثورة الصناعية الرابعة، ونحن بحاجة إلى قادة فكر ريادي وابداعي قادرين في هذا العصر،على التعامل مع التعقيد والغموض و يفكروا في المستقبل .
تعني القيادة الفكرية : قدرة الشخص على توليد الأفكار التي تلهم الآخرين وتؤثر عليهم وينشر أفكارًا جديدة ، ليقود الأشخاص ، من القادة والمرؤوسين إلى عصور جديدة، في حين تشكل القيادة الابداعية اساسا للقيادة الفكرية: التي تعني (هل نعيش في عالم بحاجة إلى الأمل؟، أو هل وصلنا إلى شيء لا يمكن التنبؤ به ؟، ومن أين تأتي الحاجة إلى هذا الصنف من القيادة؟، مع الاخذ بعين الاعتبار بان العالم متغير، وكذلك العمل آخذ في التطوير بشكل متسارع ، والناس يتغيرون).
ومن بعض صفات القائد المبدع لبدء العمل، بأنه لا يمكن إنهاء أي مشروع إبداعي في فراغ تام ، ستحتاج على الأرجح إلى التعاون مع الأشخاص في جزء ما من العملية، لذلك يعني التفكير الإبداعي أنه يتعين عليك إيجاد طرق جديدة للقيام بالأشياء بدلاً من الاعتماد على المعايير المعمول بها ، وقد يتفاعل الاخرين مع ذلك بريبة، فالمخاطرة جزء أساسي من الابتكار ومن هذه الصفات : (كن مستمعًا جيدًا ، التنوع اي كن شاملا، الوعي الذاتي يجب ان تعرف نفسك، وأن تكون محفز).
لذلك تظهر كثير من الصفات في جلالة الملك كونه قائدا عسكريا وسياسيا واداريا محترفا ، استطاع مواجهة التحديات بكل حكمة على المستوى الداخلي ومستوى الاقليم وكذلك المستوى الدولي ، وكم من بعض رؤساء دول العالم طلب من جلالته ان يساهم معهم في دائرة صناعة وصياغة القرار الاستراتيجي، وهذا لايأتي من فراغ ولكن اتى من تأهيل جلالته في فن الادارة والقيادة الفكرية .
بينما تركز العديد من أساليب القيادة على رأي القائد بناءً على الخبرة والمعرفة والحكمة، و يفضل القادة المبدعون سماع وجهات نظر متعددة من مختلف الموظفين او المرؤوسين قبل اتخاذ القرارات، حيث يأخذ جلالته بوجهات النظر المتنوعة التي تخلق حلولًا أكثر فائدة والأ كثر ملائمة لانجاز الخطة الاستراتيجية لعملية الاصلاح الشامل والامن القومي.
هناك طريقة أخرى تختلف فيها القيادة الابداعية عن أساليب القيادة الأخرى، وهي أن القادة المبدعين يقدرون أعضاء فريقهم كمرؤوسين و موظفين يكملون العمل، وكأفراد يتمتعون بحياة وقدرات فريدة ، بدلاً من الاعتماد على الأساليب التقليدية لتحفيز المرؤوسين والموظفين، يستخدم القادة المبدعون مهاراتهم في التفكير الابتكاري والقدرة على التكيف لإنشاء خطط لمرؤوسيهم و لموظفيهم ، تراعي مهارات كل فرد، وتحترم حياتهم.
وفي النهاية، استطاع جلالة الملك بكل حكمة وبصيرة التعامل مع جميع التحديات التي واجهته من خلال ادارته وقيادته المتميزة لجميع عناصر قوة الدولة ، والذي نلمسه الان من خلال الاستقرار الامني الشامل، ليكون محور اساسي في منظومة الاصلاح الشامل و الامن القومي .
ولابد من تدريس ذلك للقيادات والادارات العليا في الدولة، كيف تكون القيادة الفكرية في ظل اقتصاد المعرفة والمواطنة الرقمية.
إن إحدى طرق التدرب على النجاح هي قضاء بعض الوقت في التفكير، في كل فكرة جديدة تُعرض عليك قبل أن تقرر ما إذا كانت تستحق المتابعة أم لا، ويأتي ذلك من خلال توجية جلالة الملك، وتدريب القادة والمرؤوسين في ميادين التدريب بالسلوك والمشاركة، وكيف تكون الادارة في العصر الرقمي، جلالة الملك عبد الله الثاني انموذجا.
الدكتور مفلح الزيدانين السعودي
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية