ليس كل إنسان نتعامل معه هو إنسان مريح في تعامله، أو مترفق أو لطيف، فهناك أنواع من الناس يؤدي التعامل معهم الى تعب شديد بالأعصاب، بل ويوجد منهم أيضاً النوع الذي يُقال له لا يطاق!!.
فمن منا لا ينزعج من وجود أشخاص لحوحين حوله؟!.. فقد ساهم اللحوحون في التنغيص على أيام الكثيرين من حولهم... فاللحوح هو ذاك الشخص الموجود في حياة العديدين منا، وهو دائم الطلب والسؤال من أجل تلبية إحتياجاته الخاصة دون أن يأخذ بعين الإعتبار منطقية الطلب أو إمكانية تحقيقه... ومع ذلك نجده يبقى مُصراً على الإزعاج بطلباته اللامنتهية والتذكير فيها بمناسبة وبدون مناسبة، وفي حال إستحال عليك مساعدته في تلبية رغباته الشخصية عمل على إشعارك بأنك المذنب الأكبر في حقه!!.
فالإلحاح للأسف موجود لدرجة الإزعاج عند البعض في مجتمعنا، وهو صفة قبيحة في معظم الأحيان حيث يمتهنه بعض الوصوليين في أغلب أحوالهم وعلاقاتهم الحياتية اليومية من أجل الوصول الى مآربهم الشخصية!!.
من واجبنا كمجتمع متحضر أن نرفض ونحارب هذه الصفات المذمومة التي تزعجنا جميعاً... فهذه الآفة الخطيرة كالإلحاح المبتذل سواء عن طريق الإستعطاف أو الإلتفاف من أجل وصول البعض الى مكاسب شخصية هم غير مؤهلين لها ولا يستحقونها أصلاً، يعتبر نوعاً مبتكراً من أنواع الفساد المستتر... ولا ينبغي أبداً أن يدفعنا الخجل الى أن نوافق على شيء ما كنا لنوافق عليه، لولا كثرة الإلحاح، بل علينا جميعاً أن نلتزم الهدوء والروية قبل إتخاذ أي قرار تحت ضغط الإلحاح، حتى لا نمنح الوصوليين والإنتهازيين الفرصة السهلة والسريعة في الحصول على ما لا يستحقونه.
وهناك أيضاً نوعية متطفلة مزعجة من البشر، وهي تلك النوعية التي تحاول دوماً إحراج الأخرين في تعاملاتهم الحياتية من أجل إخفاء عيوبهم الشخصية وتحقيقاً لرغبتهم المريضة بالإنتقام من مَن يعتقدون بأنهم أحسن منهم حالاً... فالإحراج عادة ما يتعب الأعصاب، وقد يكون ذلك عن طريق تقديم سؤال يصعب الإجابة عليه نظراً لخصوصيته، أو بجر الشخص الى الحديث في موضوع لا يريد الحديث فيه، بل يحرجه للخوض فيه.
المزاح المبطن غير المقبول عن طريق التلميحات الثقيلة التي تقطر لؤماً الذي يمارسه بعض المزعجين من حولنا، بهدف الاستخفاف بقدرات من حولهم هو أيضاً نوع من أنواع الإزعاج المتعمد والذي يقصد به ضمنياً الاستهانة بكرامة الشخص الآخر يعتبر أيضاً تصرفاً غير لائق... لذا فإنه قد آن الأوان لنا كمجتمع متحضر يريد أن يحقق إنجازاته بسلام أن نرفض ونُحجّم تصرفات هؤلاء المزعجين الكثر من حولنا، الذين يحاولون تشتيت وتبديد طاقات الكثيرين منا!!.
Diana-nimri@hotmail.com
(الرأي)