إهانة القيم المقدسة، إسفاف دنيء
د. نضال القطامين
01-07-2023 08:43 AM
غيرُ مقبول أبداً، هذا الإسفاف الدنيء الذي يؤطر إهانة القيم المقدسة باسم الديمقراطية.
كل يوم، يتنامى اليمين المتطرف في الغرب وفي الشرق معا. لقد امتهنه طغاة الساسة والطامحون، رافعةً للسلطة، يسيرة ومتاحة، فسوّغوا بذلك، لكل بذيء فاجر، في منتصف موافقات رسمية وضيعة، حرق المصاحف في السويد وفي غيرها.
غير مقبول أبدا ألّا ترتفع أصوات الساسة المعتدلين في تلك البلاد، إدانة وشجبا للنخر الذي يوسع في أساس ديمقراطياتهم وحياتهم المدنية.
منذ أن صدع سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بأمر الدعوة، بقي الإسلام دين الوسطية والإعتدال، دين الرحمة والعفو والتسامح والتكافل، وفي الوقت الذي يقدم القرآن العظيم رسائل سرمدية في التمدن والرقي (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)، (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، في الوقت الذي يؤسس النبي عليه الصلاة والسلام منهجا إنسانيا خالدا في الدعوة للإسلام حين يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، في الوقت الذي قبلت فيه كثير من الدول التي تدين شعوبها بالإسلام، حوار الأديان وأوشكت أن تقدمه على أنه من أصول الدين، بل وجرّمت قوانينها المساس بالشعور الديني وغلّظت عقوباته، في كل هذا الوقت، ما زالت هذه الجرائم ترتكب في مجتمعات أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها مجتمعات الكراهية، وما زال الساسة الحمقى يصفونها بأنها قانونية لكنها "غير مناسبة" وفق تصريح لرئيس وزراء السويد، بل هي "حق تعبير" كفله قانون أخرق وسخيف تبنّته دول الديمقراطية الزائفة.
أشبعتنا السويد وفرنسا والدنمارك وغيرها، بهُراء حقوق الإنسان وأكاذيب احترام مشاعره، بينما تمنح قوانينهم الخرقاء السيف والنطع للساسة المارقين، كي يذبحوا عليها أعناق الوئام والسلام في العالم كله.
في العالم، في امتداد مناطق الصراع فيه، ما تزال مصانع دول الديمقراطية الزائفة، تمد الجيوش بالمدافع والأسلحة وآلات الحرب، وما تزال حكوماتها تنشىء الوكالات لغوث اللاجئين والمشردين، لكنها لا تجد سبيلا بل وتظهر عجزا كاملا في ايجاد سبل دبلوماسية لفظ النزاعات.
في دول الديمقراطيات الزائفة، تمارس الزندقة في القوانين حيث يمنع الحجاب حتى في مباريات كره القدم، ويسمح بالبكيني والشورت، في معادلة سقيمة ممجوجة.
تبّا لحرية التعبير التي تهين المشاعر، وبئسا لردود الساسة، تلك التي ارتقت لتغدو أقبح من الذنب أو تدانيه في القبح، وللناس، في طول بلاد الإسلام السمح المعتدل وعرضها، الّا يلتفتوا لهؤلاء الأقزام في الفكر وفي الأخلاق، وأن يمارسوا إدانتهم بوسائلهم الحضارية وفي مقدمتها سلوك المقاطعة الحصيف…