أحد محاور الثقافة هو التوجه لتوطين الثقافة، وحين نقف عند هذا المفهوم فيعني ربط الثقافة بالوطن، وكيف نوظف الثقافة لتعزيز المفاهيم الوطنية.
ولكن تتعدد الأساليب والتطبيقات، وهنا يأتي دور الانتقائية الموضوعية وتحديد الأهداف التي تكون موضع الدراسة.
وأحد الأساليب هي ثقافة المسارات، ولكن ما هي المسارات التي تكون الهدف؟
وما هي مواصفاتها؟ وكيف تقدم معلومات مفيدة تتجه نحو معرفة التاريخ العميق للأرض، وما هي الأحداث التي كانت على هذا المسار؟ وأين دور الإنسان الذي هو الصانع الحقيقي للأحداث.
وأيضا هل هناك تحديد لنوعية المسارات موضع الدراسة والبحث؟
في الأرض الأردنية مسارات عديدة شهدت أحداثا منذ التكوين التاريخي والجيولوجي.
ولكن نجد أنفسنا أمام خيارات للبحث:
هل نتجه إلى مسارات الأنبياء والصالحين وهي موجودة على مساحة الوطن حتى من عهد سيدنا سليمان الذي أسس حضارة في العقبة التي كانت تدعى في عهده عصيون جابر.؟
هل نتجه إلى مسارات التكوين الجيولوجي ولدينا حقول الدولمون كمثال ،أو مسارات الإنسان الأول ، وحضارات عين غزال وغيرها ؟
أو نتجه إلى مسارات الثورة العربية الكبرى بتفرعاتها نحو العقبة ودمشق والأزرق .
أو نبحث في مسارات تأسيس الدولة الأردنية ؟
أو حتى في مسارات الجيش العربي الأردني وتضحياته ؟
لدينا مؤلفات وأبحث في هذا المجال ، فهل نصل إلى مرحة توطين الثقافة من خلال المسارات الأردنية ؟
منهج جديد ونوعية في الثقافة ، وهل يكون ذلك من خلال الدراسات والموسوعات ؟ أو إنتاج الأفلام والبرامج ؟ أو تنظيم الندوات والمؤتمرات من مثل ورشة المسارات التي نظمتها وزارة الثقافة مؤخرا .
تحياتي للأستاذ عبدالرحيم العرجان على جهوده في المسارات الجيولوجية وتكوينات الأردن التاريخية ، إضافة لاهتمام الدكتور إبراهيم الكردي من الجامعة الأردنية فرع العقبة ، وانوه بإصداراتي عن تاريخ المسارات الوطنية الأردنية في الثورة العربية الكبرى ومسار تأسيس الدولة الأردنية
وما نتمناه أن تتحول المسارات إلى مشاريع ثقافية كموسوعات وبرامج تلفزيونية وإذاعية وغيرها