الظلم ظلمات، و للأسف بعض الناس يتناسى جميع النقاط المضيئة، ويذهب إلى نقطة سلبية ويضخمها، بل ان البعض لجأ إلى ممارسة التضليل الإعلامي فيما يخص موسم الحج الحالي، من خلال نشر فيديوهات كاذبة لا علاقة لها بالحجاج الأردنيين.
استطيع أن أجزم عبر مشاهداتي أن موسم الحج الحالي كان متميزا جدا، وقد بذلت وزارة الأوقاف جهدا كبيرا في توفير مساكن ملائمة للحجاج الأردنيين، هي من الأفضل عربيا حتى أن دولا أكثر ثراء من الأردن لم تتمكن من توفير مساكن بسوية مساكن الحجاج الأردنيين كما فعلت وزارة الأوقاف، وهذا لم يتأت من فراغ، بل كان نتيجة جهد متواصل لشهور مضت.
جهود فرق وزارة الأوقاف تمخض عنها مساكن جيدة قريبة من الحرم المكي، وطبابة متوافرة على مدار الساعة، وطعام في الفنادق نفسها، ومع ذلك الكمال لله وحده، فقد يصادف أن يكتب طبيب وصفة علاجية لأحد المرضى قد يضطر لشرائها على حسابه الخاص، نعم هذا قد يحدث، وقد يتم إغلاق الطرق فيصعب على الحاج الوصول إلى حافلات النقل المخصصة لإقلاله للفندق، فثمة أمور تنظيمية لحركة السير ينفذها الأشقاء السعوديون( وهذا حقهم بسبب الاكتظاظ) لا علاقة للأردن بها.
عندما ننظر إلى وضع الحجاج الأردنيين علينا أن نقارنهم بأمثالهم العرب، كي نعرف أين نقف نحن بالضبط، ولا أعتقد أن دولة عربية تمكنت من توفير موسم حج أفضل مما حصل عليه الأردنيون.
تفاصيل الحج كثيرة، وقبل أن تنطلق بعثات الحج الأردنية إلى الديار المقدسة، أوضحت الوزارة أن هناك صعوبات من حيث المساحات المخصصة للحجاج في منى، كون الحج ليس رفاهية سياحية، كما أن تخصيص المساحات مرتبط بالبلد المضيف، أكثر من الأردن، وهو ما اضطر مسؤولي بعثات الحج جميعهم ومن بينهم مدير الحج مجدي البطوش للمبيت مع الحجاج في منى بنفس الخيام، ولم يتمتع أحد ما من وزارة الأوقاف بإقامة متميزة وذات رفاهية تختلف عن الحجاج الأردنيين.
ما يحز في النفس، أن أحد المواقع نشر فيديو لحجاج يظهر مبيتهم في ممرات منى معلقا عليه: "انظروا كيف يبيت الأردنيون في الممرات بحال مزرية"، فتناقلته المواقع كالنار في الهشيم ليتبين بعد ذلك أن هؤلاء الحجاج ليسوا أردنيين، بعد التقصي من وزارة الأوقاف، فعاد الموقع ذاته ليعتذر لكن للأسف بعد ما خربت مالطا.
وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة، منذ أن وصل الحجيج إلى المدينة المنورة، وهو ينظم جولات مكوكية، على أماكن إقامات الحجاج الأردنيين ويستمتع لهم، ويحل أي مشكلة على الفور، الرجل لم يهدأ، ولم يمنح البعثة الإعلامية فرصة التقاط أنفاسها، وما كان يلفت الأنظار أنه يحظى بمحبة كبيرة من الحجاج فقد كانوا يتهافتون عليه، فرحين بقدومهم، فتحس أنه واحد منهم وليس وزيرا، فقد كانوا يستقبلونه بالأحضان وبكامل الحب والفرح.
لم يسبق لي أن رأيت وزيرا ميدانيا متواضعا مثله سوى عيد الفايز خلال إسناد حقيبة وزارة العمل ووزارة الداخليه إليه، ما حدث من تزوير وتصيد لموسم حج أردني ناجح بامتياز، يدل على أن بعض النفوس مريضة، لديها نكران وجحود لأي إنجاز أردني، بل وتفتش عن أي سقطة مهما كانت صغيرة، لتعظيمها وهدم جهد كبير استمر العمل لإنجاز ه على هذا النحو لشهور.
هذه الأصوات هي ذاتها، التي تطير فرحا، إن وجدت ما يسيء إلى الأردن في أي اتجاه كان، هؤلاء متذمرون، سوداويون، لا يبرعون إلا باللطم والعويل والتباكي الكاذب، ليطلقوا سهامهم على أي منجز، بدلا من البناء عليه وتطويره، وبالتأكيد ستكون هناك ملاحظات، فأنت لا تستطيع ارضاء 13 ألف حاج، يأتون لأداء الفريضة مع شركات خاصة تتفاوت في خدماتها.
حري بالإعلامي أن يتوثق من معلوماته قبل أن ينشرها، فالمعلومة الخاطئة كالرصاصة، تقتل، ومن الصعب إعادة إحياء من قتلت، وفي المقابل، فإن أي إعلامي يعتذر عن أخطاء مهنية متكررة سيفقد جزءا كبيرا من مصداقيته وكذلك سيخسر كثيرا من متابعيه.
(الراي)