ثنائية العشائرية والمدنية .. الإشكالية والمفهوم بالعمل الحزبي
د. عبدالله هزاع الدعجة
29-06-2023 03:04 PM
قال جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه : " إن قوة الأردن بالعشائر التي كانت على الدوام داعمة لمسيرة تطويره" وأكد دورها التاريخي في حماية الوطن وأمنه واستقراره ومنجزاته .
كما قال جلالته حفظه الله و رعاه : " إن على الجميع أن ينظر للأردن كعشيرة واحدة فالأردن عشيرتي " .
هذه مقتطفات سريعة من مؤسسة الخطاب الملكي للعشائر عبر لقاءات جلالته بالعشائر الأردنية منذ توليه سلطاته الدستورية حفظه الله ورعاه واستمرارا لنهج أسلافه ملوك بني هاشم آل البيت الأطهار عليهم صلوات الله وسلامه .
إن ما تقدم ، يقطع الدلالة ببرهان ساطع وحجية دامغة، بما لا يدع مجالا للشك أو التأويل كما يروق للبعض مواطنين ومسؤولين ولقصر بافهامهم او لنوايا مسبقة مؤدلجة نشأت لديهم عبر انساق تربوية متوارثة نحو العشائرية أو الاثنين معا، بأن مفهوم العشائرية كمركب شامل للمكونات الثقافية والاجتماعية و النفسية و التربوية و التاريخية ، تسير جنبا إلى جنب و بشكل متواز مع الإصلاح السياسي و الاقتصادي و الإداري .
وأنه لا تضاد بين مفهوم العشائرية و مصطلحات الحداثة و المدنية و المعاصرة و الريادة ، لا بل هي من يدفع بقوة تجاه المستقبل الواعد و الحضارة الشامخة التي تتخذ من العلم المؤمن سلاحا ، و من الثقافة الأصيلة درعا و من التراث العظيم منهج حياة و هناك الكثير من الدراسات و الأبحاث العلمية المتخصصة بالحضارة العربية الإسلامية تؤكد ذلك بإسهاب و تفصيل تثري دائرة النقاش و الحوار العلمي الهادف بهذا الخصوص .
ومما يجدر ذكره أن على المواطن الصالح الحزبي أن ينبري لمهمته الحزبية التنويرية ويؤدي رسالته بكل تفاني واخلاص في تجلية الحقائق وفرز الغث من السمين أمام إخوته المواطنين المنضمين للأحزاب أو الذين سينضمون للأحزاب خلال الفترة القادمة، تجاه أي اشكالية فكرية أو اجتماعية أو سياسية قد تواجههم و بكل مهنية لخدمة نفسه وحزبه و وطنه، وليعكس صورة مشرقة للآخرين عن هوية حزبه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية فيكون معول بناء و عنصر جذب لا معول هدم و عنصر فرقة .
والله من وراء القصد، وكل عام و انتم بخير .