في حضرة الملك ودفء اللقاء
د.طلال طلب الشرفات
26-06-2023 09:29 PM
أن تمثل بين يدي شيخ بني هاشم وعميدهم، وتكتحل عيناك بمرأى سيد البلاد وقائدها؛ فهذا شرف لا يحظى به إلا كريم، وأن تبث رؤى مصالح الوطن العليا أمام جلالة الملك من أجل الدولة واستقرارها وهويتنا الوطنية ومتطلباتها؛ فتلك سمة لا يقوى على التقاطها بعفوية وحكمة وحرص وسعة صدر إلا أسباط سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه؛ الملوك الكبار الذين تعلمنا منهم شجاعة الرأي ونبل الهدف ونزاهة الموقف الوطني العام.
في حضرة الملك تقول ما شئت من أجل الوطن دون تفسير حاسد أو وقيعة حاقد، تبوح في إطار الحرص الوطني بكل المخاوف والتحديات التي من شأنها أن تلجم القلق أو تبعث الأمل؛ حديث القلب للقلب دون حسيب، ومناجاة أبناء لأب دون رقيب، وسقف يعانق السماء ما دامت بوصلة الوطن ماثلة، ومصلحة الشعب حاضرة، بوح ملك مهاب يقرر أن الانتخابات القادمة ستكون محطة رئيسة في تاريخ الحياة البرلمانية.
قلنا أن الممارسة الحزبية الجديدة رغم الأساس التشريعي المتين، والإرادة السياسية الجادّة التي لا رجعة عنها تتطلب المراجعة الجادة، والتقييم الحصيف في ديناميكية البرامج والرؤى، والمضامين الديمقراطية لاختيار القيادات الحزبية؛ لتعزيز ثقة الكوادر الحزبية في جدوى العمل الحزبي، وأساليب الاستقطاب وتمكين المرأة والشباب، وطريقة العمل في اقناع الجمهور لزيادة نسبة المشاركة وترويج البرامج الحزبية بقناعة وثقة بعيداً عن السكوت الملابس والهروب المفاجئ إلى حيث لا يدري قادة الأحزاب ومفكريها.
كان القائد صريحاً وواضحاً وبشفافية عز نظيرها، وهو حامي الدستور، ورأس الدولة، والقاسم المشترك لكافة القوى السياسية في المعارضة والموالاة وضمن سقف الدستور الذي يجب أن يٌصان ويٌحترم، بل أن طبيعة الشخصيات السياسية والإعلامية الحاضرة تؤشر إلى حرص جلالته على الاستماع من الجميع بعيداً عن كلاسيكية المواقع والأشخاص التي لازمت مراحل سابقة، ويؤكد على حيوية وحرص المستشارين ومديري الدوائر في بيت الأردنيين على تقديم مقاربة جديدة للعمل الوطني في النصح والتوجيه والإصغاء.
كان لا بد من القول أن نجاح التحديث السياسي مرهون بشجاعة إصلاح البرلمان بغرفتيه من الداخل؛ في المشاركة، والشراكة، وتطوير عمل اللجان، وتعديل أنظمته الداخلية بما يماثل البرلمانات النظيرة وبما يخلص العمل البرلماني من الفردية والانطباعية والاستقواء ورفض الآخر، ويعيد للحياة التشريعية والرقابية ألقها المنسجم مع خطة التحديث، ويعزز مفاهيم المأسسة، والحوكمة، واحترام سيادة القانون بعيداً عن الممارسات التي شوّهت الثقة العامة وحسن الأداء العام.
لم يعد ممكناً الحديث عن التطوير السياسي بعيداً عن تمكين المؤسسات الرقابية من أداء دورها الوطني الذي يعزز الثقة الشعبية بحكمة وصمت وهدوء وحزم، ولا بد من تفعيل دور ديوان المحاسبة بعيداً عن الملاحظات الصغيرة التي تشوّه مضامين النزاهة الوطنية، وإعادة النظر بقانوني الكسب غير المشروع وقانون النزاهة بما يمكن الهيئة من أداء دورها الوطني الذي يعزز سبل الاستثمار، ويراقب بصمت النمو غير الطبيعي للثروة بأدوات حديثة تلجم مظاهر الرشوة واستثمار الوظيفة بعيداً عن مخاطر اغتيال الشخصية.
عندما نكون في حضرة الملك لا نهاب الوقيعة السياسية، وأساليب الإقصاء، وسوء الظن الممنهج؛ لأننا نريد لوطننا الخير، ولمؤسسة العرش الغالية التي نفتديها بالمهج أن تبقى الظل الظليل للوطن، وفي حضرة الملك فريق محترف من رجال بيت الأردنيين تحلّى بأخلاق الهاشمين، وأدرك نبل سجاياهم الشريفة؛ فكانوا عوناً للقائد، وشرفاء في تحمّل شرف أمانة المسؤولية من أجل وطن عزيز، وقائد شريف.
وحمى الله وطننا الحبيب وقائدنا المفدّى وولي عهده الأمين وشعبنا الأصيل وهويتنا الوطنية الراسخة من كل سوء، اللهم آمين.